أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثلاثــــــــــــــــــــــــــــون في موضــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثلاثون في موضوع (الديان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:* الحكمة من سؤال الله تعالى : لمن الملك اليوم؟ :

وَجُمْلَةُ : ( لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنْ بَقِيَّةِ الْقَوْلِ الْمُقَدَّرِ ، الصَّادِرِ مِنْ جَانِبِ اللَّهِ تَعَالَى ، بِأَنْ يَصْدُرَ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ اسْتِفْهَامٌ ، وَيَصْدُرَ مِنْهُ جَوَابُهُ .

لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ الِاسْتِفْهَامُ مُسْتَعْمَلًا فِي التَّقْرِيرِ ، أَوِ التَّشْوِيقِ : كَانَ مِنَ الشَّأْنِ أَنْ يَتَوَلَّى النَّاطِقُ بِهِ الْجَوَابَ عَنْهُ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) [النَّبَأِ: 1، 2] .

وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَقُولَ قَوْلٍ آخَرَ مَحْذُوفٍ ، أَيْ فَيَقُولُ الْمَسْئُولُونَ: لِلَّهِ

الْواحِدِ الْقَهَّارِ إِقْرَارًا مِنْهُمْ بِذَلِكَ ، وَالتَّقْدِيرُ: فَيَقُولُ الْبَارِزُونَ : لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، فَتَكُونُ مُعْتَرِضَةً.

وَذِكْرُ الصِّفَتَيْنِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ دُونَ غَيْرِهِمَا مِنَ الصِّفَاتِ الْعُلَى لِأَنَّ لِمَعْنَيَيْهِمَا مَزِيدَ مُنَاسَبَةٍ بِقَوْلِهِ: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) ، حَيْثُ شُوهِدَتْ دَلَائِلُ الْوَحْدَانِيَّةِ لله ، وقهره جَمِيع الطغاة والجبارين " .انتهى من "التحرير والتنوير" (24/110-111)

[ الأنترنت – موقع سؤال وجواب - الحكمة من سؤال الله تعالى : لمن الملك اليوم؟ ]

*عقيدة أهل السنة والجماعة في كلام ومناداة الله :

إن من عقيدة أهل السنة والجماعة من أئمة السلف والخلف: أن الله عز وجل لم يزل متكلماً بما شاء إذا شاء، وأن كلامه بحرف وصوت لا كالمخلوقين، يسمعه مَن بَعُد كما يسمعه مَن قَرُب، وأن موسى لما كلَّمه الله في الدنيا سَمِع كلامه بصوتٍ لا كصوت المخلوقين، وحرفٍ يفهمه، وبهذا اختص عن غيره من الأنبياءِ، فسُميَ كليم الله، كما في الصحيحين في حديث الشفاعة: فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم

بموسى فإنه كليم الله.

وقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قَضَى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحقَّ وهو العلي الكبير.

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث جابر بن عبد الله، عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يُحشر الناس يوم القيامة عراةً غرلاً بُهْماً، قال: قلنا: وما بُهْماً؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوتٍ يسمعه مَن بَعُدَ كما يسمعه مَن قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديان.

قال الإمام البخاري مبوباً في صحيحه: باب قول الله تعالى: لاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ ـ ولم يقل: ماذا خلق ربكم، قال جل ذكره: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ـ وقال مسروق عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهلُ السموات شيئاً، فإذا فُزِّع عن قلوبهم وسكن الصوتُ، عرفوا أنه الحق ونادَوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ ـ ويُذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يَحشُر اللهُ العبادَ، فيناديهم بصوتٍ يسمعه مَن بَعُدَ كما يسمعه مَن قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديان. انتهى كلام البخاري رحمه الله.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .