أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــة الثامنة في موضـــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة في موضوع ( الديان ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان (المقدمة والتعريف ) :

وقال وحيد عبد السلام : قال الرضواني : معنى اسم الدَّيَّان :

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الدَّيَّانِ)[ أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 96 - 97).]

دَيَّانٌ صيغة مُبالغةٍ على وزن فَعَّال فعلُه دَان يَدِينُ دينًا، يُقال: دِنْتُهم فدانوا أي: حاسبتُهم وقهرتُهم فأطاعوا.

والدَّيَّانُ يُطلق على الملكِ المطاعِ والحاكمِ، وهو الذي يَديِنُ الناسَ إما

بمعنى يقهرُهم، وإمَّا بمعنى يحاسبُهم.

فمِنَ الأوَّلِ: دانَ الرَّجُلُ القومَ إذا قهرَهُم فدانُوا له إذا انقادُوا.        ومِنَ الثاني: الدَّيانُ بمعنى المحاسِبِ المجازي.

قال خويلدُ بنُ نوفل الكلابِيُّ للحارثِ الغسَّانيِّ وكان ملكًا ظالمًا:

يَا أَيُّهَا المَلِكُ المَخُوفُ أما تَرى  *** ليلًا وصُبْحًا كَيْفَ يختلفانِ

هَلْ تَسْتَطِيع الشَّمْسَ أَنْ تأتِي بها  *** لَيْلًا وهل لكَ بالمليكِ يَدانِ

يا حارِ أيقنْ أَنْ مُلكَكَ زائلٌ  *** وَاعْلَمْ بِأنَّ كما تَدينُ تدانُ

والدِّينُ الجزاءُ ومالكُ يوم الدِّينِ أي يومِ الجزاءِ، وقوله تعالى عن الكافرين: ﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ [الصافات: 53]، أي: مَجزيُّون مُحاسَبون.

وقوله: ﴿ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الواقعة: 86، 87]؛ أي: مقهورين ومُدبَّرين ومَجْزيِّين[ قاعدة في المحبَّة لابن القيم (ص: 34)، ولسان العرب (11/ 525)، وفتح الباري (13/ 384).]

والدَّيَّانُ سبحانه هو الذي دَانتْ له الخليقَةُ، وعَنَتْ له الوجوهُ، وَذلَّتْ

لِعظمتِهِ الجَبابرةُ، وخَضَعَ لعزَّتِهِ كلُّ عزيزٍ، مَلِكٌ قاهرٌ على عرشِ السَّماءِ مهيمنٌ، لعزته تَعْنو الوجوهُ وتسجدُ، يرضى على مَنْ يستحقُّ الرضا ويثيبُه ويكرمُه ويُدنِيهِ، ويغضبُ على مَنْ يستحقُّ الغضبَ ويعاقِبهُ ويُهينه ويُقصيهِ، فيعذِّبُ مَنْ يشاءُ، ويرحمُ مَنْ يشاءُ، ويعطي مَنْ يشاءُ، ويمنعُ مَنْ يشاءُ، ويقرِّبُ مَنْ يشاءُ، ويُقصي مَنْ يشاءِ، له دارُ البقاءِ، دارُ عذابٍ أليمةٌ وهي النارُ، ودارُ سعادةٍ عظيمةٌ وهي الجَنَّةُ.

فهو الدَّيانُ الذي يَدين العبادَ أجمعين ويفصلُ بينهم يومَ الدِّينِ

   [ انظر: الصلاة وحكم تاركها (ص: 204) بتصرُّف.]

، كتبَ أعمالَهم فهي حاضرةٌ، ولا يغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أظهَرها لهم في الآخرة، قال تعالى: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، وقال: ﴿ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ

الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 25].

قال ابنُ القَيِّمِ في معنى يومِ الدِّينِ: "يومَ يَدينُ اللهُ العبادَ بأعمالِهمْ، إِنْ خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ، أي إن كان خيرًا فهو خير، وإن كان شرًّا فهو شر، وذلك يتضمَّنُ جزاءَهُم وحسابَهم"[ قاعدة في المحبَّة لابن القيم (ص: 34).]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .