أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــة السادسة في موضـــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة في موضوع ( الديان ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان (المقدمة والتعريف ) :

وقال الخطابي : الديان هو: المجازي[ انظر: غريب الحديث(1/240)]  ، وهذا معنى صحيح.                                              وقال الحليمي: "هو المحاسب، والمجازي، ولا يضيع عملاً، ولكنه يجزي بالخير خيراً،وبالشر شرًّا[ انظر: الأسماء والصفات للبيهقي (1/194).]

فالله - هو الديان الذي يجازي العباد بأعمالهم، وينصف المظلوم من الظالم، ويقضي بين الخلائق، هذا معنى، وهو معنى صحيح.

وذكر بعضهم -كابن الأثير- معنى آخر، وهو: القهار[ انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (2/148).] وبعضهم يقول: الحاكم، والقاضي، أنه فعال من دان الناس، أي: قهرهم علي الطاعة[ انظر: الفائق في غريب الحديث والأثر (1/450).]

فهذه المعاني كلها صحيحة، فالله هو الديان يعنى: المجازي، الذي يجزي كل فريق بما عمل، وكل عامل بما أسلف، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ  الروم:14-16، وإِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ الزلزلة:1-8.

وأُتي لمعاوية بن قرة -رحمه الله- بطعام، فأكل منه في العشاء، ثم تركه بعد ذلك، فلما أصبح، وجده قد اسود من الذر، فوزنه بالذر، ثم أماط الذر عنه، فوزنه، فوجد أن وزنه لم يتغير[ انظر: كتاب الورع لأحمد بن حنبل (ص:20-21).]

، والله -تعالى- يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ الزلزلة:7-8.                                                                                                                                 وذكرت لكم -أيضاً- خبر أبي العباس الخطاب: جاء بخردلة، ووضعها في كفة الميزان، وجاء بنحو عشرين ذرة -وفي بعض المنقولات: أكثر من هذا-، فوضعها في الكفة الأخرى؛ فرجحت الخردلة على الذر[ انظر: المصدر السابق (ص:20).]

، والله -تعالى- يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ الزلزلة:7-8، فما يضيع عنده شيء -تبارك وتعالى.

ولما قرأ النبي ﷺ: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا الزلزلة: 4، كما في حديث أبي هريرة ، قال: (أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:

فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد، أو أمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا)

[ أخرجه أحمد في المسند، برقم (8867)، وضعفه الألباني، انظر: ضعيف الترغيب، والترهيب (2/222).]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .