أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــة الخامسة في موضـــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الخامسة في موضوع ( الديان ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان (المقدمة والتعريف ) :

وحينما نقول: الديان، فهذه صيغة مبالغة، فيقال للملك المطاع: ديان، ويقال للحاكم، والقاضي، فهو الذي يدين الناس إما بمعنى أنه يقهرهم، أو بمعنى أنه يحاسبهم، فالديان هو الذي يقهرهم على الطاعة، يقال: دان الرجل القوم، إذا قهرهم، فدانوا له إذا انقادوا.                ويأتي بمعنى المحاسب، والمجازي الذي لا يضيع عمل عامل من عباده،

فهو الذي يلي المجازاة لهؤلاء العباد، ومن ذلك قول خويلد بن نوفل

الكلابي، للحارث بن أبي شمر الغساني، الملك المعروف من الغساسنة، وكان ملكاً ظالماً جائراً عاتياً، فخاطبه قائلاً:

يا أَيُّها المَلِكُ المهِيبُ أما ترى *** ليلاً وصُبحاً فِيكَ يختلِفانِ

هل تستطيعُ الشَّمسُ أن تأتي بِهَا *** مشياً وهل لكَ في الصَّباحِ يَدانِ

اعلمْ وأيقِنْ أنَّ مُلككَ زائِلٌ    ***    واعلمْ بأنَّ كما تدِينُ تُدانُ

[ انظر: خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب (10/91).]

فهذا مما جرى به كلام العرب في شعرهم، ونثرهم، أي: أنك كما تجازِي تجازَى، وكما تعامل الناس تعامل عند الله -تبارك وتعالى-، تقول: دانه إذا جازاه، والله -تعالى- يقول عن الكافرين بأنهم قالوا: أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ الصافات:53؛ أي: لمجزيون، محاسبون.

وجاء من حديث أبي هريرة ، مرفوعاً إلى النبي ﷺ: (لتؤدن الحقوق

إلى أهلها يوم القيامة،حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)

[ أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم (2582).]،

يعنى: التي كانت تنطحها.وفي رواية: (إن الله ليدين الناس يوم القيامة بعضهم من بعض حتى الشاة الجماء من القرناء)[ أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، باب الميم من اسمه: محمد، برقم (5477).]، وهذا هو الشاهد هنا: يدين بمعنى: يقتص، والقصاص هو من قبيل المجازاة. [الأنترنت – موقع د خالد السبت – الديان ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .