أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة السادسة والثمانون بعد المائـتين في موضوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والثمانون بعدالمائتين في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء

الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :                                   

*“القادر المقتدر” . . لا يعجزه شيء ولا يعارضه منازع :

قال تعالى: "أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى" (سورة القيامة الآية 40)، "بلى إنه على كل شيء قدير" (سورة الأحقاف الآية 33)، "وكان الله على كل شيء مقتدراً" (سورة الكهف الآية 45) . "القادر" و"المقتدر" هما اسمان من أسماء الله الحسنى، والقادر معناه ذو القدرة التامة والنفوذ الكامل الذي لا يعجزه شيء، فله التصرف المطلق في سائر شؤون خلقه، وهو على ما يشاء قدير، وهو المستغني عن معاونة غيره، فلا يعارضه منازع، ولا يخرج عن قبضته مخلوق .

والمقتدر معناه المظهر قدرة القادر، لا يمتنع عليه شيء، فهو عظيم القدرة، فعال لما يريد بتقديره وعلمه وحكمته، فهو يسيطر على الوجود بقدرته المطلقة، ويتمكن من ملكه بسلطانه العظيم .

وقد ورد اسم الله القادر في قوله تعالى: "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون" (سورة الأنعام الآية 65) . وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تدل على قدرة الخالق جل وعلا منها قوله تعالى: "وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون" (سورة المؤمنون الآية 95) . وقال تعالى: "فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون" (سورة المعارج الآية 40) . وقوله تعالى: "فقدرنا فنعم القادرون" (سورة المرسلات الآية 23) .

هشيم الدنيا :يقول الدكتور أحمد عبده عوض في موسوعة "أسماء الله

الحسنى": يضرب الله لنا مثلاً لإظهار قدرته واقتداره سبحانه وتعالى في الحياة الدنيا في زوالها وفنائها، وانقضائها كما أنزل من السماء ماء فاختلط به نبات الأرض فشب وحسن وعلاه الزهر والنور والنضرة، ثم بعد هذا كله أصبح هشيماً يابساً تفرقه الرياح، تطرحه ذات اليمين وذات الشمال، والله تعالى هو القادر على هذه الحال، وكثيراً ما يضرب الله مثل الحياة الدنيا بهذا المثل، وذلك قوله تعالى: "واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كما أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح

 وكان الله على كل شيء مقتدراً" (سورة الكهف الآية 45) .

يقول محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، في كتاب "شرح أسماء الله الحسنى": القادر والقدير والمقتدر: ذو القدرة، لكن المقتدر أكثر مبالغة، والقدرة عبارة عن المعنى الذي به يوجد الشيء متقدراً بتقدير الإرادة والعلم واقعاً على وفقهما، والقادر هو الذي إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل، وليس من شرطه أن يشاء لا محالة، فإن الله تعالى قادر على إقامة القيامة الآن، لأنه لو شاء أقامها، فإن كان لا يقيمها لأنه لم يشأها، لا يشاؤها لما جرى في سابق علمه من تقدير أجلها، ووقتها، فلذلك لا يقدح في القدرة .

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .