أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة السادسة والسبعون بعد المائـتين في موضوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والسبعون بعدالمائتين في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء

الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

 ومن مظاهر قدرة الله : حق القادر جل جلاله :

5- ألا يغتر العبد بقدرته أيًّا كان نوعها : فبين عشيةٍ وضحاها أو غمضة عينٍ وانتباهتها، يحوِّل القادر القدير المقتدر الغِنى إلى فقر، والعزة إلى ذلة، والصحة إلى مرض، والحياة إلى موت.

بل على العبد أن يتبرأ دائمًا من حوله وقوته؛ لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ولهذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستخير الله تعالى في أمورنا كلها؛ لأننا أضعف من أن نستقل بأخذ قرار، أو أن نُقدم على شيء لا نعلم مآله أو مصيره.

علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول: ((اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب....)) [19].

6- الدعاء واللجأ إلى رب الأرض والسماء:

اطلب ما تريد من الخير وتضرَّع إلى الله تعالى، وهو قادر سبحانه أن يعطيك سؤلك ويجيب دعاءك، ولا يَعجِز سبحانه عن إعطاء من شاء في أي وقت شاء؛ عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((آخر من يدخل الجنة رجل ٌ يمشي مرة ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين، فتُرفع له شجرة فيقول الله: يا بن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول: لا يا رب، ويعاهده ألا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيُدنيه منها، فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم تُرفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أي رب، أدنني من هذه الشجرة؛ لأستظل بظلها وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني ألا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده ألا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم تُرفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُولَيين، فيقول: يا رب أدنني من هذه؛ لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني ألا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب لا أسألك غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: يا رب أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم، ما يَصْرِيني منك - ما يقطع مسألتك - أيُرضيك أن أُعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين، فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني ممَّ أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ممَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قدير)) فمهما دعوت الله تعالى وتضرعت إليه، فهو سبحانه قادر أن يعطيك سؤلك ويجيب دعاءك :  

عن مطرِّف بن عبدالله بن الشخير، قال: تذكرت جماع الخير، فإذا الخير كثير: الصوم والصلاة، وإذا هو في يد الله، وإذا أنت لم تقدر على ما في

يد الله عز وجل إلا أن تسأله فيعطيك، فإذا جماع الخير الدعاء".

وحبذا لو دعوته سبحانه وتعالى باسمه القدير؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق - أحْيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا علمت الوفاة خيرًا لي)).

7- وأخيرًا: مَن عرَف أن مولاه قادر قدير مقتدر، حاد عن الانتقام ثقةً منه بأن صنع الله تعالى وانتقامه له أتم من انتقامه لنفسه.

[الأنترنت – موقع الألوكة - القادر القدير المقتدر جل جلاله - د. شريف فوزي سلطان ]

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .