أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة السادسة والستون بعد المائـتين في موضوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسةوالستون بعد المائتين في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء

الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :(الْقَادِرُ،الْقَدِيرُ،المُقْتَدِر) خطبة جمعة :

وإن النظرَ في سنن الله في القضاء على الجبابرة قديمًا وحديثًا – بيِّنةٌ جليَّة، وإذا كانت الأمثلةُ على ذلك في الكتاب والسُّنة كثيرةً، فلنذكر مثالَ فرعون الذي علا في الأرض وتكبَّر وتجبَّر، لما أخبره المنجمون بأن ملكَه سيذهبُ على يد مولودٍ من بني إسرائيل، رأى الحلَّ في قتل جميع مواليدِ بني إسرائيلَ؛ قال الزجاج: “والعجبُ من حمق فرعونَ؛ فإن الكاهن الذي أخبَره بذلك إن كان صادقًا عنده، فما ينفع القتل؟ وإن كان كاذبًا، فلا معنى للقتل”، وخوفًا من انقراض النسل، فضَّل فرعون أن يقتلَ المواليدَ سَنةً، ويستحييهم سَنة، فقضى ربُّنا عز وجل أن يولدَ موسى عليه السلام في السَّنة التي يقتل فيها المواليد، ليُلقى في البحر، وليلتقطَه آلُ فرعون، وليتربى في قصر فرعونَ، وليهلكَ فرعون على يده، ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ﴾ [القصص: 8]؛ لتمضي قدرةُ الله التي لا يمنعُها مانعٌ، ولا يحجُزُها حاجزٌ.

ومن دلائل قدرته أن جعل النارَ بردًا وسلامًا على سيدنا إبراهيم ، وهو الذي بقدرته فلَق البحرَ نصفين بضربةِ عصا لسينا موسى عليه السلام ، وهو الذي فجَّر بقدرته من الحجر ينابيعَ المياه، والذي وهب لإبراهيم وزكريا أولادًا مع الكبر والعقم – وهو الذي يُغنيك إذا افتقرت، ويثبِّتك إذا اضطربت، ويَشفيك إذا مرِضت، إذا صدَق لُجْؤُك إليه، وصحَّ اعتمادُك عليه، وسلِم افتقارُك إليه؛

قال الله تعالى : ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

ومن آثار قدرته سبحانه وتعالى ، ما جاء في قوله تعالى (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ

 كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (5) الحج

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .