أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة الرابعة والخمسون بعد المائـتين في موضوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والخمسون بعد المائتين في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء

الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *مظاهر قدرة الله :

 إنّ النّاظر المُتأمّل في آلاء الله -تعالى- في الكون، والمُتفكّر في بديع خلق الله -سبحانه- يدرك -بلا شك- أنّه -سبحانه- خالقٌ وما سواه مخلوق، وأنّه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو الكبير المُتعال، كما أنّ المؤمنين يقودهم هذا التأمل والتّفكر إلى مزيد من التعلّق بالله -تعالى- والتسليم بعظمته، قال -عز وجل- على لسان أهل الإيمان: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ، وأنّى اتجه المرء بنظره يجد كلّ شيء حوله يدلّ على عظمة المولى -عز وجلّ-، وقد حثّ الإسلام في كثير من النّصوص على إعمال النّظر والتّفكر في خلق السموات والأرض وما بينهما، وقدّم كثيراً من الشواهد على عظمة الخالق -سبحانه- ليستيقن من كان في قلبه شكّ، ويثبّت الذين آمنوا، وقد ساعد تقدّم العلم في العصر الحديث على كشف كثيرٍ من الحقائق التي تبرهنُ على وجود الخالق ووحدانيته -سبحانه-، وهذا مقالٌ يتناول بعضاً من مظاهر قدرة الله -تعالى- في خلق الكون. من مظاهر قدرة الله في الكون الكون مستودع الأسرار، ومحط إعمال الأفكار، ومكان العظة والاعتبار من آيات الله

الواحد القهّار، ومن غيض هذا الفيض المدرار: عجائب قدرة المولى -سبحانه- في البناء الكوني كثيرة ومدهشة:

ومنها: في الكون مئات البلايين من المجرّات، علماً أنّ المجرّة الواحدة تضمّ

ما يزيد عن مئة ألف مليون نجم. تزداد دهشة الإنسان عندما يعلم أنّ بعض المجرّات تبعد عن الأرض أكثر من بليون سنة ضوئية. الأمر الأكثر إدراكاً لعظمة قدرة الله -عز وجل- في خلق الكون أنّ الكون المرئي لا يُشكّل من البناء الكوني سوى خمسة بالمئة، أمّا الغالبية العظمى من البناء الكوني فهي مادة مظلمة لا يمكن رؤيتها.

إنّ المجرات التي تزيّن الكون تظهر بألوانها الحقيقية عبر الصور الفلكية

الحديثة مثل عقد اللآلئ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى

السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ).

 قدرة الله في الرّياح :خلق الله -سبحانه- الرياح، وجعلها من أعظم الأدلة على قدرته -تعالى-، فقال: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)، ومن حكمته -سبحانه- أنّه غيّب رؤيتها عن البشر؛ فهم يحسّونها ويدركون أثرها من غير رؤية بصرية، وقد يُرسلها الله -تعالى- رحمة أو عذاباً، ففي مقام الرّحمة والخير قال -عز وجل-: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ)، وفي مقام العذاب والهلاك قال -عز وجل-: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ العَقِيمَ، مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ)، فهي جنديّ من جنود الله متى أراد سبحانه، والرّياح تحمل نفعاً عظيماً للأرض ومن عليها؛ فبسببها تُثارُ السّحب، ويتمّ تلقيح الغيوم، وتنبسط في الآفاق؛ فينزل الماء، وينمو الزّرع وتعمّ الحياة المخلوقات كلّها، وتساعد الرياح على تلقيح الأزهار والأشجار؛ فتصير الأرض مخضرّة، قال -الله عز وجل-: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)، وهي كذلك سبب بأمر الله -تعالى- لدورة المياه حول الأرض، ولولا ذلك لفسد الماء وأنتنتْ الأرض.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .