أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة الخمســـــــــون بعد المائـتين في موضوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخمسون بعد المائتين في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء

الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: **قدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلْ :      

لقد بدأت قصة حياتنا بحدث قدري، وأقصد قصة أبينا آدم عليه السلام، فقد عاتبه موسى عليه السلام أنه أخرج ذريته من الجنة، فكان جواب آدم عليه السلام مقنعاً، ومن إنسان موقن بقدر الله تعالى، فعن أبي هريرة - رضى الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: احتج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة، فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، ثم تلومني على أمر قُدِّرَ عليَّ قبل أن أُخلق، "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فحجَّ آدمُ موسى مرتين".

ولقد ظن أصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - حين تكلم المنافقون وغيرهم في حادثة الإفك أن ذلك شرٌ لهم، وتمكَّن الحزن والهمُّ والتعب من نفوسهم، وعلى رأسهم بالطبع رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكيف لا يكون ذلك وهو الرجل الغيور على أعراض المسلمين فضلاً عن عرضه شخصياً، ولم يكن الأمر هيناً، فإنه يُطعن بأحب وأقرب الناس إلى قلبه وهي زوجته عائشة رضي الله عنها.

وعلَّم الله تعالى نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - وأصحاب نبيه رضي الله عنهم درساً بليغاً في هذه الحادثة، فيقول الله تعالى: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11]، يقول ابن كثير الدمشقي في الخير الذي تحقق: (أي: في الدنيا والآخرة، لسان صدق في الدنيا، ورفعة منازل في الآخرة، وإظهار شرف لهم باعتناء الله بعائشة أم المؤمنين، حيث أنزل الله تعالى براءتها في القرآن العظيم الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد ﴾ [فصلت: 42]، ولهذا لما دخل عليها ابن عباس - رضى الله عنه - وهي في سياق الموت، قال لها: أبشري فإنك زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يحبك، ولم يتزوج بكراً غيرك، وأنزل براءتك من السماء).

ولقد خاطب القرآن كلَّ من مسَّه شيء من حديث الإفك، سواء أكان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - شخصياً، أم أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أم آل أبي بكر الصديق أم صفوان بن المعطل - رضى الله عنه -، بأن الذي حصل خير لهم وليس شراً، لأنهم لم يعترضوا على قدر الله تعالى، فهم تألموا وتأثروا معنوياً وصحياً وربما عاتب بعضهم بعضاً،ولكنهم مع الله تعالى كانوا في غاية الأدب والرضا، فلم يعترضوا ولم ينبسوا ببنت شفه تُغضب الله.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .