أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة السابعة والثمانون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والثمانون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان: *المرض بقدر والصحة بقدر والعلاج بقدر والدواء من القدر :

يقول العلماء في هذه المسائل: أنت تخاف منه، لا مانع ولا يخالف توكلك على الله إذا أخذت بالأسباب فتجنبته، مصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "فِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ». (خ) (5707)، وَبِقَوْلِهِ في الحديث الآخر: "لَا يُورَدَنَّ ذُو عَاهَةٍ عَلَى مُصِحٍّ"، ومعناه أَنَّ مُدَانَاةَ ذَلِكَ سَبَبٌ الْعِلَّةِ, التي تراها وهي سبب، فلذلك مباعدتك عنها يبعد عن قلبك الوقوع في مثل هذه الأمور، مثل ماذا؟ فقد ضرب العلماء على ذلك مثالا (فَلْيَتَّقِهِ اِتِّقَاءَ الْجِدَارِ الْمَائِلِ), أنت ترى جدارا يريد أن ينقض ويسقط هل تمشي من تحته، لن تمشي من تحته، أنت أخذت بالسبب، لكن لو مشيت من تحته ولم يقدر الله لك الموت لن تموت، وإن ابتعدت عنه ابتعدت عنه بقدر الله سبحانه وتعالى، وكذلك (وَالسَّفِينَةِ الْمَعْيُوبَةِ) كيف تركب سفينة معيبة؟ أنت تبتعد عنها خوفا من الغرق، لكن لو ركبتها ولم يقدر الله لك غرقا فلن تغرق، وهذا ما أكده وبينه القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، يقول الله عز وجل: ﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴾، وما يدرون أن هذا من قدر الله سبحانه وتعالى، الإصابة بالحسنة أو الإصابة بالسيئة، كله من قدر الله سبحانه وتعالى، فقال الله عز وجل: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا ﴾ وهذا تعليم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وللمسلمين من بعده ﴿ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾. (التوبة: 50- 51).

فكن متوكلاً على الله في كل أمورك يا عبد الله، واللهِ! المتوكل على الله حق التوكل مستريح في حياته، ربما يكون مريضا، ربما يكون تكالبت عليه الديون والهموم والمشاغل من كل مكان، لكن في قلبه هو مستريح، لأن يعلم أن هذا من قدر الله، فهو يتوكل على الله في أن يرفع عنه، ما يضره وما يؤذيه ويتوكل على الله أن يعوضه خيرا مما أخذ منه، ويتوكل على الله سبحانه وتعالى لأن هذا من هذا قدر الله، فهو يؤمن بقدر الله، فعند المتوكل على الله وجود المصائب ووجود النعائم سيان، وجود المرض ووجود الصحة عنده سيان، لا يؤثر ذلك له على عبادة إلا إذا كانت تمنعه من قيام أو مشي أو ما شابه ذلك، لكن لا يؤثر له على لسان كما كان يفعل أيوب عليه السلام، كان دائم الذكر رغم قسوة المرض على أيوب، ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴾. [ص: 41] عذاب! أيوب يعترف أن جسمه به عذاب، يتعذب ويشكو إلى الله، فلا تشكو الله لعباده، لكن اشكوه إليه سبحانه وتعالى، ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾. [الذاريات: 50]، الفرار إلى الله دائما لا يمنع ذلك أن تأخذ بالأسباب، فقلنا: إن الأخذ بالأسباب لا يمنع من التوكل على الوهاب سبحانه وتعالى.

خذ بأسباب الدواء لكن اتق الحرام، اتق ما يغضب الله سبحانه وتعالى، فكن مع الله يا عبد الله ولا تبالي، قو إيمانك وتوحيدك بالله سبحانه وتعالى، واعلم أنك عبد لله عز وجل، وأنت في كون الله كذرة أو هباءة صغيرة صغيرة جدا، لكنك عظيم عند الله، أنت كريم على الله عز وجل، ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾. [الإسراء: 70]، أنت مكرم عند الله، لكن الذي يترك التكريم عند الله ويتوجه إلى غير الله عز وجل في مآله ومصيره وما شابه ذلك فلن يجد خيرا، ولن يجد ما يسره، وإن سره قليلا فمضرته طويلة وكبيرة عند الله عز وجل.

[الأنترنت – موقع الألوكة - منبر الجمعة  - المرض بقدر والصحة بقدر والعلاج بقدر والدواء من القدر- الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد]

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .