أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الخامسة والثمانون في موضوع القادر المقتدر القدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والثمانون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان:

*المرض بقدر والصحة بقدر والعلاج بقدر والدواء من القدر :

"لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة" والهامة في اللغة هي الرأس، وتطلق على البوم لأن البوم رأسه كبير، فما هي كلمة لا هامة التي ينفيها؟ الهامة المنفية رأس القتيل إذا قتل إنسان فرأسه يبقى في قبره يتحول إلى طائر يطير حول القبر، ويقول: اسقوني اسقوني هكذا تعتقد العرب في الجاهلية، ما أكثر عقائدهم الفاسدة، ولعلك أنت الآن تستهجن مثل هذا وتستغربه، مع أن الأمة فيها إذا شرحنا الوضع وبيناه فإذا قتل قتيل لا يذهب هذا الطائر الذي هو الهامة ولا يغادر قبره، إلى أن يؤخذ بثأره فيقتل القاتل، فتذهب.

ومسألة القتيل عندنا في هذا الزمان موجودة في أذهان بعض الناس، إذا مشى في واد مظلم أو بين الشعاب أو بين الأشجار في مكان قتل فيه إنسان يشعر أن هناك من يلاحقه خصوصا في الليل والظلام والبعد عن الناس، يشعر بأن القتيل يلاحقه، وقد أخبر كثير من الناس في المنطقة الفلانية فيقول: كان القتيل يجري ورائي، ويجري ويهرب وهو خائف، قال: هو القتيل، ويسول له هذا الأمر، ولعله من حفيف شجر أو من ضرب نعله بنفسه، يشعر أن أحدا يجري ورائه، هذه مسألة القتيل، القتيل لا يحيا، ولا يطالب بثأر ولا دم، ولا ما شابه ذلك.

فهذا الحديث يبين لنا صفاء العقيدة عقيدة المؤمن، وصفاء توحيده وقلبه لله عز وجل، فلا ينتقل مرض من أي إنسان مريض إذا صافحه السليم يصبح مريضا، إذا شاء الله أصبحت مريضا، بالمصافحة وعدمها، وإذا لم يشأ الله لو قبلته ومصصت لسانه لا يؤذيه إن شاء الله، لأن الله لم يقدر ذلك، لكن رسولنا صلى الله عليه وسلم يعلم من الله عز وجل أن الناس قلوبهم ليست واحدة في قوة الإيمان والتوحيد، وفي ضعفه ليسوا سواء.

فالإيمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف، فقوي الإيمان لا يهمه أن يشرب خلف إنسان مصاب بالرشح والكحة والانفلونزا، لا يضره ذلك، فعقيدته قوية، وإنسان آخر يخاف فإذا شرب يشعر بأشياء ليست لها حقيقة، لكنه يشعر بأشياء، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم عالج مثل هذه الأمور وأمر من عنده شك في ذلك، ويخاف على نفسه، وليس شكا في قول النبي صلى الله عليه وسلم بل شك أن يصاب بمرض أو ما شابه ذلك أن يجتنب ويبتعد عن مواطن الشبهات، لذلك خذ حذرك لا تشرب خلف من هو مريض، لا تشرب خلفه، ولا تخالطه المخالطة العامة، لذلك ورد في الآثار عن بعض الصحابة أنهم كانوا لا يخالطون المرضى بالجذام، فمرض الجذام مرض خطير، ويقولون عنه مرض معدي، فهذا قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "فِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ». (خ) (5707)، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ"(م) (2231)

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .