أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة والثمانون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والثمانون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان:

*المرض بقدر والصحة بقدر والعلاج بقدر والدواء من القدر :

هذا جواب النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره، عندما يعرض النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه مسألة في العقيدة، في التوحيد، في قدر الله عز وجل، فيكون هذا الكلام أكبر من أفهامهم، كما هو أكبر من أفهامنا، يستفسر بعضهم يريد أن يعرف، وأن يتعلم؛ حتى لا يقع في معصية الله ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما قال عليه الصلاة والسلام: "لا

عدوى ولا طيرة".

  لا عدوى؛ لكن هناك عدوى، قال عنها العلماء لها معانٍ؛ المعنى الذي عند العرب في الجاهلية، والمعنى الذي في الطب عند الأطباء، فالمنفي هو ما كانت تعتقده العرب في الجاهلية؛ أن المريض أو صاحب الإبل المراض، إذا ذهب إلى السليم الصحيح، أو زار صاحب الإبل السليمة، لابد للسليم وللإبل السليمة أن تصبح مريضة، لا محالة، هكذا عقيدتهم لماذا؟ قالوا: لأن المرض يعدي بطبعه، فقال: لا عدوى.

لكن العدوى الطبية لم ينفها الشرع، ولم ينفها الدين، وهي انتقال فايروس أو ميكروب أو طفيليات أو سمِّ ما شئت من المريض إلى السليم، والعرب لا تسمي هذا الانتقال عدوى، والطب يسميه عدوى، لذلك عندما سأل الأعرابي (ما بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ) يعني في المكان المناسب البعيد عن أسباب الأمراض، في الرمل يعني في السرعة والجري (كالظباء) في الرمل؛ أن تكون في الصحاري وفي أماكنها تشبه الظباء من جميع النواحي، لا مرض فيها ولا عاهة ولا جرب، (فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا) البعير الأجرب فيبدأ الجرب ينتقل في الإبل، يعني كيف تقول: لا عدوى يا رسول الله؟ فماذا قال له صلى الله عليه وسلم؟ (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟!" أول بعير أجرب خلقه الله لم يخلق بعيرا قبله، من أعداه؟ ألم يصب بالجرب؟ أول بعير أصيب بالجرب من أين جاءه الجرب؟ بقدر الله، إذن هذه البعران التي جربت وإن كان هذا البعير الأجرب هو سببا فيها، وإنما هي بقدر الله.

فقال: يخالط المريض السليم ولا يمرض السليم، وهذه المستشفيات ملأى

بالأطباء والممرضين والممرضات وبالزوار ولا يمرض الجميع، ولا يؤثر

المرض فيهم جميعا، هذا رد على العرب، لكن إذا شاء الله يمرض الإنسان ولو كان في بيته، يمرض الإنسان ولو كان في قصر مشيد، يمرض ويأتيه الموت ولو لم يكن هناك سبب له، لماذا هو مات؟ هذا هو قدر الله تعالى، جاءه قدر الله فبعض الناس يضرب بالسيوف ويطعن بالرماح ويرمى بالسهام ولا يموت، كخالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، أين مات خالد؟ ليس في المعارك، وإنما على فراشه، كما تأسف على ذلك، يريد أن يموت شهيدا، وقال: (ها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير، ألا فلا نامت أعين الجبناء)، [انظرالمجالسة وجواهر العلم (3/ 194)رقم (836)]، فليس معنى الجهاد والقتال الموت، قد يكون موت وقد لا يكون، وكذلك كل قدر الله عز وجل، "مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ"، (حم) (21611)، (د) (4699)، فما أصابك هذا من قدر الله، وما أخطأك هذا قدر الله لم يرد أن يصيبك، قدر الله سبحانه وتعالى.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .