أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثانية والثمانون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والثمانون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:

*المرض بقدر والصحة بقدر والعلاج بقدر والدواء من القدر :

عباد الله؛ الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وقدر المقادير، فلا راد لحكمه، ولا معقب لقوله سبحانه، إذا قال؛ سكت أهل القول، وإذا أمر؛ لابد من نفاذ هذا الأمر، وإذا نهى؛ لا بد لكل مخلوق أن ينزجر، قدر المقادير، وكل مخلوق قُدِّر له ما سيكون له في حياته، والمدة التي سيعيشها من سعادة أو شقاوة، من خير أو شر، من إيمان أو كفر، من صحة وعافية، أو مرض وبلاء وابتلاء، فسبحانه! سبحانه الذي قال في كتابه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾. [القمر: 49].

القدر هل هو بمقدار معين لا يزيد ولا ينقص؟ لا يتقدم عن موعده وأجله ولا يتأخر؟ أو بقدر هو ما كتبه الله سبحانه وتعالى على عباده، وعلى مخلوقاته لا محيد لهم ولا يستطيعون أن يخالفوه في لحظة منه؟ أبدا، سواء هذا أو هذا فأنت عبد الله، والخلق كلهم خلق لله سبحانه وتعالى، ولنأخذ في خطبتنا هذه مثالا على قدر الله، فالمرض بقدر الله، والصحة والعافية بقدر الله، والعلاج والبحث عن الشفاء بقدر الله، والدواء الموافق للمرض وللداء من قدر الله، فلو أن إنسانا مرض ولم يتعالج هذا من قدر الله، فإذا شُفي فالشفاء من قدر الله.

وإذا مرض وذهب وبحث عن أسبابه المشروعة والمباحة، بحث عن

العلاج؛ بحْثُه هذا من قدر الله، فإذا وجد الدواء فوافق الداء، وصارت الصحة والعافية؛ هذا من قدر الله،

فإن مات لم يقدر له الشفاء في هذا الدواء، موته هذا من قدر الله، أما دواءه الذي أخذه فليس من قدر الله أن يكون فيه شفاء، فهمنا هذه.

قدر الله عظيم وقدر الله سر الله في خلقه سبحانه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ"). فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: (يَا رَسُولَ اللهِ! فَمَا بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ, فَيَأتِي الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا كُلَّهَا؟!) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟! خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ وَكَتَبَ حَيَاتَهَا وَمَوْتَهَا, وَمَصَائِبَهَا وَرِزْقَهَا"). (خ) (5425), (5437)، (5387)، (م) (2220)، (ت) (2143), (حم) (8325)

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .