أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة والسبعون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والسبعون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: * قدر الله وما شاء فعل :

إن من أصول الاعتقاد عند أهل الإسلام: الإيمان بالقدر كله حلوه ومره، وذلك يتضمن أمرين:

أحدهما: الإيمان بعلم الله المحيط بالأشياء كلها ؛ فإن الله تعالى "قد أحاط بكل شيء علما"، فعلم كل شيء على ما هو عليه – قبل كونه – علم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بزمن طويل قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، وفي الصحيحين عن عمران بن حصين - رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((كان الله ولم يكن شيء قبله- وفي رواية: معه – وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر – أي الكتاب السابق – كل شيء))، وفي صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)).

الثاني: الإيمان بقدرة الله الشاملة ومشيئته النافذة، فإنه تعالى على كل شيء قدير وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون شيء إلا بمشيئته، ولا يوجد إلا بخلقه، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾، فلا خالق غيره سبحانه ولا مدبر لهذا الملك سواه كما أنه لا رب للعالمين سواه ولا معبود بحق سواه.

فإذا علم ذلك وتقرر؛ فإنه لا يحدث في هذا الملك علويه وسفليه ظاهره وخفيه وجودٌ ولا عدم ولا حركة ولا سكنة ولا حياة ولا موت ولا نفع ولا ضرر إلا بعلم سابق منه سبحانه وتعالى قد كتب في اللوح المحفوظ، وبمشيئة نافذة وقدرة شاملة كان بها ذلك الحدث ؛ فإنه لا يكون في ملكه شيء إلا بعلمه ومشيئته وخلقه إذ هو سبحانه وحده مالك الملك كله،

 يديره بعلمه وحكمته وقدرته ومشيئته ورحمته وفضله وجزائه وعدله.

ومن هنا: ندرك خطأ بعض الكتاب حين يكتبون – (شاء القدر)، (ثم تدخل القدر)، إلى غير ذلك من العبارات التي أحسب أنهم يكتبونها بحسن نية، وهي غير لائقة ممن يؤمن بقدر الله تعالى...

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .