أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الرابعة والسبعون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الرابعة والسبعون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى
وصفاته وهي بعنوان: * مظاهر قدرة الله :
لا يوجد في الكون شرّ مطلق ، والخير المطلق نِسبي ، ومن الخير النِّسبي أن يُعالِج الله إنسانًا مُقصِّرًا أو شاردًا أو عاصِيًا بالشدائد في الظاهر ، لكن هذه الشدائد تنتهي إلى الخير ، فما مِن إنسانٍ وصَلَ إلى الله ، واستقام على أمره ، في الأعمّ الأغلب إلا بعد شِدَّة ساقها الله إليه ، وهذا معنى قَول الله عز وجل :" ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(118) ".[سورة التوبة]
أي ساق لهم مِن الشَّدائد ما حملهم بها على التوبة ، فهذه الشِدَّة تبدو للإنسان الأعمى شرًّا،و َّما هي إلا مَحضُ خيرٍ، قال تعالى :" وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(21) سورة السجدة
وهناك آيات كثيرة جدًّا تُشير إلى هذا المعنى ، قال تعالى :" وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ(27) " .[سورة الشورى] فأحيانًا تكون قِلَّة الرِّزق أحد
الكوابِح التي تكبح الإنسان عن معصيَة الله عز وجل قال تعالى :
﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[سورة الحديد]
وأيُّ شيءٍ مهما بدا لك مُستحيلاً فالله جلَّ جلاله قادرٌ عليه ، فهذا الذي يتوجَّه إلى الله عز وجل ويُقْبِلُ عليه ويشْعُر أنَّ الله على كلّ شيءٍ قدير لايعاني من قلق ، أو خوف ، أو حزن أو يأس ، أو قنوط ، فالحُزن والقلق والخوف لا يتأتَّى إلا مِن إنسانٍ ضَعُف إيمانُهُ ، أما إن قَوِيَ إيمان الإنسان فلا شيء يقلقه ، فالله موجود ، وهو على كلّ شيءٍ قدير ، وهو ذو أسماءٍ حُسنى ، وصفات فضلى ، والأمر كلّه بيدِه و يعود إليه ، وهو الذات الكاملة ، و من هنا كان عليه الصلاة والسلام إذا أصابهُ مكروه قال : " لا إله إلا هو العظيم الكريم ، لا إله إلا هو رب العرش العظيم " ، فالأمر كلّه بيَدِهِ ، فأحيانًا يقول لك إنسان : أتمنَّى كذا وكذا ولكنَّ الأمر ليس بيَدِي ! أما إذا أيْقَنْتَ أنَّ الأمر كلّه بيَدِ الله تعالى ، وأنَّ أمرَهُ هو النافذ ، وأنَّه إذا حكم لا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ ، وأنَّه له الخلق والأمر ، وهو على كلّ شيء قدير ، وهو الرحمن الرحيم ، والسميع البصير ، وهو الغنيّ ، فلا يمكن لأي قلقٍ أو خوفٍ أو همٍّ أو حزنٍ ، أن يدخل إلى قلبك ، فالإنسان يحْزن ، ويهتَمّ ، ويخاف ، ويقلق على قَدْر ضَعف إيمانه ، فكلَّما قَوِي إيمانه ازْداد ثِقَةً بالله عز وجل ، وازْداد تفاؤُلاً بِعَطائِهِ ، ولكن أيها الإخوة ، لقد خلقنا الله في هذه الحياة الدنيا ، وما أرادنا أن نرْكن إليها ، فإذا ركَنَّا إليها ، جاءَتْ المنغِّصات فسبحانه وتعالى أرادنا أن نعْمل للآخرة ، فالإنسان حينما يجعل الآخرة أكبر همِّه يرتاح مِن عَناء الدنيا ، وإنّ أسْعَدَ الناس في الدنيا أرْغبهم عنها ، وإنَّ أشقاهم فيها أرغبهم فيها ، فالإنسان متى ينجو من عذاب الله في الدنيا ؟ إذا كان وفق الطريق المستقيم ، ونحو الهدف الصحيح ، فالأب لا يُعقل أن يضرب ابنه وهو متفوِّق في دراسته ،ومُحسنٌ إلى إخوته ، ومنضبطٌ بِتَعليمات والِدِه ، هذا مستحيل [الأنترنت – موقع إذاعة القرآن الكريم - مظاهر قدرة الله - للدكتورمحمد راتب النابلسي ]
وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .