أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الواحدة والسبعون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والسبعون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*القدْرُ الواجبُ في الإيمان بالقضاء والقدَر :

فالفلاسفة المؤلهون يقولون بأن الله يعلم الكليات التي تحصل في العالم، أما الأمور الجزئية، فإنه لا يعلمها إلا على وجه الإجمال، وإذا لم يعلم، فهو لم يكتب، هذا عن العلم  والكتابة، وهما المرتبتان الأوليان.

أما المرتبتان الأخريان (المشيئة والخلق) فالله عندهم لا يفعل شيئا

بمشيئته، و لا يقدر على تغيير شيء من العالم!  الرد على المنطقيين

(ص: 104)، و تهافت الفلاسفة (ص: 177)]

والمعتزلة، وهي فرقة تاريخية من فرق المسلمين تقول : “إن ما يفعله الناس، إنما يفعلونه باختيارهم وفعلهم المحض، دون أن يشاءه الله أو يخلقه، فعلى قولهم : يكون في الكون مالا يخلقه الله، وما لا يشاؤه ، وما لايريده، ولا يقدر الله أن يغير شيئا منه” وهو نسف للمراتب الأربعة التي ذكرناها للإيمان بالقدر؛ ولذلك سموا ( قَدَريَّة) أي ينفون القَدَر.

وبمقابل هؤلاء توجد فرقة ( الجبرية) وهي فرقة تاريخية من فرق

المسلمين، وهي تقول عكس ما يقوله المعتزلة تماما، حيث تؤمن بالمراتب الأربعة التي ذكرناها للقدر، لكنها تزيد عليها، أن أفعال البشر هي أفعال الله على الحقيقة، وأن الناس لايفعلون شيئا، فهم أشبه بالعرائس الكرتونية بمسرح العرائس، يحركهم الله رغمًا عنهم، ثم يحاسبهم على ما يأتون رغما عنهم ،فإن الله هو الفاعل الحقيقي بقوته وليس للعبد إلا نسبة الفعل إليه عن طريق المجاز، كما يقال: تحركت الشجرة ونحو ذلك، فسلبوا عن العبد القدرة والمشيئة التي أخبر الله تعالى عنها، وجعلوا العبد أشبه ما يكون بالجماد المسير من غيره. .[ فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها (1/ 122)]

ويأتي إيمان أهل السنة والجماعة، في المرتبة الوسط، الذي سبق أن بينا معالمه.

*الرضا بالقضاء والقدر: الرضا بالقضاء والقدر ليس مرتبة من مراتب الإيمان به، فقد ذكرنا المراتب الأربعة الواجبة، وأما الرضا بالقضاء والقدر، فقد اختلف العلماء في حكمه، هل هو واجب أو مستحب ؟ ومن قال بوجوبه، لم يجعله من مراتب الإيمان، ولكنه واجب عندهم وجوب الواجبات الفقهية لا العَقَدية، كما أن من أوجبه فرق بين القضاء، الذي هو فعل الله، فجعل هذا هو محل الرضا، وبين المقضي الذي فعل الإنسان وكسبه، فلم يجعله محلًّا للوجوب، فمن قُتل ولدُه، عليه أن يرضى بقضاء الله وتقديره بإماتة ولده، لكن ليس عليه أن يرضى عن فعل القاتل [الفروق، القرافي(4/ 250)]

يقول ابن القيم :تنازع الناس في حكم الرضا بالقضاء، هل هو واجب أو مستحب على قولين، وهما وجهان لأصحاب أحمد، فمنهم من أوجبه .

ومنهم من قال: هو مستحب غير واجب؛ فإن الإيجاب يستلزم دليلا شرعيا، ولا دليل يدل على الوجوب، وهذا القول أرجح؛ فإن الرضا من مقامات الإحسان التي هي من أعلى المندوبات.[ شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: 278)]

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .