أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة والستون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والستون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان:*القدر سر من أسرار الله، لا مدخل للعقل فيه :

عاشرًا: أفعال الله معللة بالحكم والغايات، فلا يقع شيء في العالم إلا لحكمة، فلا يوجد شيء عبثًا، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ[المؤمنون: 115]، ما خلق الله السماوات والأرض إلا بالحق وما خلقهما باطلاً.

فلو قال قائل: هل يوجد حكم من تسليط هؤلاء المجرمين على المسلمين يقتلونهم في الشام؟

نقول: نعم بلا ريب، حكم عظيمة، الآية يعرفها من يهديه الله أو يعرف بعضها، يعرف مثلاً أن الله يمحص الذين آمنوا، أن الله يتخذ شهداء، أن الله يميز الخبيث من الطيب، أن الله يبلوهم لينظر كيف يعملون؟ ويبلو إخوانهم لينظر هل يعينون أو لا يعينون؟ ثم يأخذ الكافرين بعدما وصلوا في الإجرام إلى حد الأخذ؛ولذلك قال: وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ [آل عمران:141].

فإذاً لله حكم عظيمة فيما يحدث، ونحن قد لا ندرك، وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا

[طه:110]، لكن أن نقول: أن هناك أفعال لله ليس وراءها حكمة ولا

فائدة، تعالى الله هذا اتهام لله بالبعث.

فإذاً من قال من العلماء إن أفعال الله ليس لها حكمة وليس لها غاية، فهذا كلام باطل، وضلال مبين.

وأخيرًا الضابط الحادي عشر: الشر في مفعولات الله تعالى لا في أفعاله، فأفعاله تعالى خير كلها، وعدل، وفضل، ورحمة، وحكمة، ومصلحة، والشر يدخل في المفعولات، يعني: المخلوقات، فالله خالق الخير وخالق الشر، وفعل الرب كله خير،والخيركله بيديك والشرليس إليك [رواه مسلم: 771].

والله لا يخلق شرًا محضًا لا خير فيه، أو ليس فيه حكمة، وقد بين العلماء أشياء في خلق إبليس، والحشرات، والكواسر، والسباع، فالشيء الواحد يكون خلقه باعتبار خيرًا وباعتبار شرًا،  فنحن نقول: إن خلق الله لإبليس فعل الله نفسه ليس شرًا؛ لأن له حكمة في خلق إبليس، ولولا خلق إبليس ما تميز أهل الجنة من أهل النار، كل الناس دخلوا الجنة، لكن إبليس نفسه الذي هو المخلوق المفعول هو شر، فإذاً الشر في مفعولاته  لا في أفعاله؛ لأن أفعاله ليست هي شر أبداً، لكن ما يخلقه -نفس الشيء المخلوق- قد يكون شرًا، وقد يكون خيرًا، وما ظاهره بالنسبة لنا شر، قد يكون فيه خير من وجوه أخرى، ووظيفة أهل العلم والحكمة تلمس حكم الله في الأفعال، وبيان ذلك للناس، والأدب مع الله، ولذلك الجن قالوا: وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا [الجن: 10]، فإذاً كل ما خلق الله  مما يظهر لنا فيه شر لا بدّ يكون فيه خير بوجه من الوجوه، أو لله فيه حكمة أدركناها أو ما أدركناها، هذا نؤمن به قطعاً.هذه بعض الضوابط والقواعد في موضوع القضاء والقدر، وصلى الله على نبينا محمد. [الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - ضوابط في الإيمان بالقضاء والقدر]

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .