أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الخامسة والستون في موضوع القادر المقتدر القـدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والستون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان:*القدر سر من أسرار الله، لا مدخل للعقل فيه :

سادسًا: من الضوابط في القضاء والقدر: أن القدر سر من أسرار الله، لا مدخل للعقل فيه، الإيمان بما جاءت به المقادير واجب، والاقتصار في باب القدر على ما ورد في القرآن والسنة، والتسليم وعدم التنقير، وإثارة الشبهات لا بدّ منه، لازم وإلا ضاع الإنسان؛ لأن هناك قضايا ما يستوعبها الإنسان، ولا يحيط بها، والله  عليم خبير، وكثير من الذين خاضوا في القدر، وتكلموا فيه بغير علم، ونبشوا فيه، ونقروا، ونقبوا،

وتعمقوا، بعضهم انتهى إلى الضلال المبين، ومنهم من انتهى إلى أن

الإنسان يخلق فعله بنفسه، وأن الله لا يخلق أفعال العباد.

ومنهم من انتهى إلى أن الإنسان مجبور على عمله، وأنه لا مشيئة له.

وكلاهما -القدرية والجبرية- طرفا ضلال، وبعض الناس يقولون: أنتم تحجرون على عقولنا، نقول: لا، لصحة العقل لا يدخل فيما لا يحسنه، ولا يستطيع أن يبحر فيه، مثل كيفيات الغيب مثلاً.

*هل يجوز للعقل أن يدخل في كيفية صفات الله؟ :

لا يجوز، هل هذا حجر على العقل؟ لا، لصحة العقل لا يرد المجال الذي

لا يحيط به، ولا يطيقه لأنه فوق طاقة العقل، أن يتصور كيفية صفات الله، فالجنة وهي مخلوقة قال النبي ﷺ في شأنها: فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر [رواه مسلم: 2825].

فمهما حاولت تتخيل الجنة، مثلاً: قال الله: مُدْهَامَّتَانِ [الرحمن: 64] يعني اسودتا من شدة الخضرة، مهما تخيلت اللون لن يكون كما تخيلت، مهما تخيلت الفاكهة، والنخل، والرمان، وغرف من فوقها، وغرف مبنية، وقصور، وحور عين، وجنات تجري من تحتها الأنهار، مهما تخيلت الحلل، والأسورة من ذهب ما يمكن تدرك كنهها، ولا صفتها، وكيفيتها بشكلها أن تدركه بعقلك ما يمكن، فإذاً هناك أمور لا يخوض فيها العقل لعجزه، وصحيًا للعقل ألا يدخل فيه، خاض بعضهم في كيفية علم الله بما العباد عاملون، وخاضوا في قضية المصائر بلا علم، وضرب بعضهم كتاب الله بعضه ببعض، وتاهوا وحاروا.

قال السمعاني رحمه الله: سبيل معرفة هذا الباب التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس والعقل، فمن عدل عن التوقيف" -يعني عدل

عن الدليل- "فمن عدل عن التوقيف فيه ضل، وتاه في بحار الحيرة، ولم يبلغ شفاء العين، ولا ما يطمئن به القلب؛ لأن القدر سر من أسرار الله تعالى اختص العليم الخبير به نفسه، وضرب دونه الأستار، وحجبه عن عقول الخلق، ومعارفهم لما علمه من الحكمة، فلم يعلمه نبي مرسل، ولا ملك مقرب". [أصول الإيمان: 1/91].

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .