أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة والستون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والستون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*ضوابط في موضوع الإيمان بالقضاء والقدر:               الاحتجاج بالقدر:

فمن احتج بالقدرعلى الذنوب والمعايب فيلزمه أن يصحح مذهب الكفار؛ لأن الكفار فعلوا ذلك، وينسب الظلم إلى الله لأنه سيقول لربه لماذا تعذبهم بالنار وأنت قدرت عليهم، هم كل ما فعلوه مقدر، فهم معذورون، فيؤدي هذا إلى إبطال دخول أهل النار النار، وإلى اتهام الله بالظلم إذا أدخلهم، ويؤدي هذا إلى عذر أي معتدي في العالم، وإلى إعطاء الحجة لأي ظالم في العالم أن يظلم، وإذا احتج عليه، وإذا اعترض عليه، يقول: قدر يا شعبي أن أظلمكم، قدر يا شعبي أن أقتلكم، قدر يا شعبي أن أدخلكم السجون، وأنهب أموالكم، وأعتدي على أعراضكم، فلماذا تلومونني يا شعبي العزيز على هذا، وأنا لم أفعل فيكم إلا ما قدر الله وكتب، فيكون فرعون معذورًا فيما فعله في بني إسرائيل من ذبح أولادهم، واستحياء نسائهم؛ لأن هذا هو محض القدر.

ولو كان القدر حجة صحيحة على فعل المعاصي والذنوب لتعطلت مصالح الناس، وعمت الفوضى، ولما كان هناك داعي لإقامة الحدود، والتعزيرات، والجزاءات؛ لأن كل مسيء، ومعتدي، ومذنب، ومجرم، وظالم، وسفاح إذا وقف بين يدي القاضي، وقال له: أنت فعلت كذا وكذا، وقتلت، يقول: القدر فعلى ما إذاً يحكم قضاة العالم على المجرمين، ويدخلونهم السجون، ويعاقبونهم، أو بالغرامات المالية، أو بالقتل.

وإذا جئنا إلى نقض الحجة، فإننا نقول له عندما نوبخكم ونحاسبكم فإننا لا

نؤاخذكم على كتابة الله، وعلم الله السابق؛ لأننا نقول: أن الله علم،

وكتب، وقدر، وشاء، وخلق، وأراد، لكننا نحاسبكم على أفعالكم أنتم، لا على أفعال ربكم، نحن الآن لا نحاسبكم على ما كتب الله، وعلم الله، وقدر الله، وفعل الله، وشاء الله، لكن نحاسبكم على أعمالكم التي اقترفتموها أنتم بأيديكم، وما كسبتموها أنتم، فنحاسبكم على كسبكم لا على مشيئة الله وقدره، فإننا نؤمن أن الله قدر، وكتب، وشاء، لكننا نؤمن أيضاً أن الله أعطاكم إرادة بموجبها فعلتم ما فعلتم، فنحاسبكم على إرادتكم وأفعالكم، هذا من جهة ومن جهة أخرى نحن لسنا مأمورين بما كتبه الله علينا، لكن نحن مأمورين بالقيام بما أمرنا أن نقوم بها، فهناك فرق بين ما أريد بنا، وما أريد منا، فما أراده بنا طواه عنا، وما أراده منا أمرنا بالقيام به، فنقول: علم الله السابق قبل أن يقع في الواقع هل تعلمونه؟ لا، فنحن لا نحاسبكم على علم الله، ما نقول: لماذا كتب الله عليكم هذا؟ لا، نحن نقول: لماذا فعلتم هذا؟ نحن نحاسب أنفسنا على ما أراده الله منا، لا ما أراده الله بنا، ما أراده الله بنا الذي هو القدر، ولذلك فإن هناك حسابًا وجزاء في الدنيا، وفي الآخرة على ما أراده الله منا، ولا يحاسبنا الله حتى يوم القيامة على ما كتبه علينا، وما أراده بنا، لكن يحاسبنا على ما أراده منا، لما قال: افعلوا، ولا تفعلوا هذا الذي يحاسبنا عليه، وهذا الذي عليه مناط الحساب،والجزاء،والثواب،والعقاب في الدنيا والآخرة،فلماذا خالفت ما أمرك الله به وما نهاك عنه؟لماذا أعطاك إرادة،وأمرك،ونهاك،لماذا خالفت؟ على هذا ستحاسب، لا على ما كان في اللوح المحفوظ, وعلى الكتب، وعلى التقدير.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .