أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثانية والستون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والستون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*ضوابط في موضوع الإيمان بالقضاء والقدر:               الاحتجاج بالقدر:

خامسًا: الاحتجاج الصحيح بالقدر هو الاحتجاج عند المصائب لا عند المعائب، فقد يتعلل بعض المذنبين المقصرين، إذا ليموا لماذا لم تفعل هذا

الواجب؟ ولماذا تغشى هذا المحرم؟ قال: قدر الله عليّ، فيحتجون بالقدر

على المعصية، وهذا باطل، فلا شك أن الإيمان بالقدر لا يمنح العاصي حجة على ترك واجب أو فعل محرم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب باتفاق المسلمين"، يدافع عن نفسه بأن هذا مكتوب ومقدر في مجال المعصية، أن الاحتجاج بالقدر في الدفاع عن النفس في حال ارتكابها معصية باطلة، قال: "باتفاق المسلمين وسائر أهل الملل وسائر العقلاء، فإن هذا لو كان مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل ما يخطر له من قتل النفوس، وأخذ الأموال، وسائر أنواع الفساد في الأرض، ويحتج بالقدر، ونفس المحتج إذا اعتدي عليه واحتج المعتدي عليه بالقدر لم يقبل منه"، يعني: نفس المحتج هذا لو جاءه أحد وضربه وأخذ ماله فقال له: لماذا ضربتني؟ فقال: قدر الله، الله قدر لي أضربك، وآخذ مالك، لا يقبل منه.

قال: "فالاحتجاج بالقدر -يعني على المعاصي- معلوم الفساد في بدائه العقول" انتهى [مجموع الفتاوى لابن تيمية: 8/179].

وقد احتج المشركون على شركهم بهذا، فقال الله:سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ[الأنعام: 148].

فسماه الله تكذيبًا، سمى الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية وعلى الشرك سماه تكذيبًا، قال: كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا [الأنعام: 148]، عندك دليل على صحة الاحتجاج بالقدر على الوقوع في الشرك؟ عندك دليل على صحة الاحتجاج بالقدر على الوقوع في المعصية؟ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ  [الأنعام: 148]، تكذبون، فهؤلاء المشركون احتجوا بالقدر على شركهم، ولو كان احتجاجهم صحيحًا ما أذاقهم الله بأسه، لكن قال في الآية: كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا [الأنعام: 148].

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .