أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة والخمسون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والخمسون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*ضوابط في موضوع الإيمان بالقضاء والقدر:       *أنواع التقدير: من الضوابط في موضوع القضاء والقدر أن التقدير هذا القدر والتقدير منه ما هو أزلي، ومنه ما هو عمري، ومنه ما هو حولي،

 ومنه ما هو يومي:

فأما التقدير الأزلي: فهو كتابة المقادير في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، خلق الله القلم، وقال له: اكتب [رواه أبو داود: 4702، وصححه الألباني صحيح الجامع: 2018]، والله يعلم قبل خلق القلم ماذا سيكون؟

والتقدير العمري: تقدير كل ما يجري للعبد في حياته إلى مماته، وشقائه وسعادته، وأجله، ورزقه، وعمله، ويكون هذا التقدير عند نفخ الروح في بطن أمه، قال عليه الصلاة والسلام: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات: فيقال: اكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح [رواه البخاري: 3208، ومسلم: 2643]، هذا أي تقدير العمري.

الثالث: التقدير الحولي: يكون في ليلة القدر، وهو التقدير السنوي؛ الذي يكتب فيه في كل سنة ماذا يحدث فيها من موت وحياة، ومرض

وعافية، ورزق ومطر وقحط، وحتى الحج يكتب فلان يحج، وفلان يحج، هذا التقدير الحولي، وقد قال: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان: 4].

في تلك الليلة من السنة، ومعنى يفرق: يفصل، ويبين، ويكتب في هذه الليلة المباركة ليلة القدر، كل أمر فيه حكمة، لأن كل ما يفعله ربنا سبحانه مشتمل على أنواع الحكم الباهرة، ففي كل ليلة قدر من السنة يبين الله للملائكة، ويكتب لهم بالتفصيل ما يقع في تلك السنة إلى ليلة القدر التي بعدها من السنة الجديد، فيكتب في صحف الملائكة الآجال، والأرزاق، والفقر، والغنى، والخصب، والجدب، والصحة، والمرض، والحروب، والزلازل، وجميع ما يقع في تلك السنة كائنًا ما كان.

أما التقدير اليومي الذي ذكره ربنا بقوله: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ[الرحمن: 29]، فإنه  في كل يوم يحيي ويميت، ويخلق ويرزق، ويعز ويذل، ويمرض ويشفي، ويفك عانيًا، ويفرج مكروبًا، ويجيب داعيًا، ويعطي سائلاً، ويغفر ذنبًا، وهكذا من الأفعال الكثيرة التي تحدث كل يوم في العالم، فهذا التقدير اليومي تفصيل التقدير الحولي، والتقدير الحولي تفصيل التقدير  العمري، والتقدير العمري تفصيل التقدير الأزلي الذي خطه القلم في الإمام المبين.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .