أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة والخمسون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والخمسون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:أصول الإيمان(قدرته على الأشياءوخلقه وإيجاده لها )

فالإنسان سائر ومسير وميسر لما خلق له، هو سائر بما أعطاه الله من العقل والاختيار والمشيئة، ومسير بما سبق في علم الله من القدر السابق، وميسر لما خلق له من خير وشر، فهو لا يمكن أن يخالف ما قدر الله له ولا أن يحيد عنه، وهو مع ذلك ميسر لما خلق له، كما قال النبيﷺ: اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ النبيﷺ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }والآية بعدها [الليل:5-7] متفق على صحته من حديث علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-، ومن هذا يعلم المؤمن الفرق بين عقيدة السلف الصالح وعقيدة المعتزلة والقدرية النفات وعقيدة القدرية المجبرة.

فالقدرية المجبرة غلوا في إثبات القدر حتى قالوا: ليس للعبد إرادة ولا مشيئة، وقد أخطئوا في ذلك وأصابوا في الإيمان بالقدر. أما القدرية النفاة فغلوا في نفي القدر وأفرطوا في ذلك وأخطأوا في هذا غاية الخطأ ولكنهم أصابوا في إثبات المشيئة والاختيار للعبد، وأخطأوا في جعله مستقلًا بذلك. فإن أهل السنة والجماعة أخذوا ما عند الطائفتين من الحق وتركوا ما عندهما من الباطل، وهكذا يجب على أهل الحق إذا ردوا على أهل الباطل أن يفصلوا وأن ينصفوا، فيقولوا لهم: قلتم كذا وقلتم كذا، فنحن معكم في هذا، ولسنا معكم في هذا، نحن معكم في الحق الذي قلتموه كالإيمان بالقدر، ولسنا معكم بأن العبد مجبور، بل له اختيار ومشيئة. ويقال للمعتزلة وأشباههم: نحن معكم في أن العبد له مشيئة واختيار، ولكن لسنا معكم في تجهيل الله سبحانه وإنكار علمه ومشيئته. وهكذا يقال للشيعة: نحن معكم في محبة أهل البيت ومحبة علي-رضي الله عنه وأرضاه، فإنه ومن سار على نهجه على هدى، وأنه من خيرة أصحاب رسول اللهﷺ، بل هو أفضلهم بعد الصديق وعمر وعثمان-رضي الله عنهم جميعا، ولكن لسنا معكم في أنه معصوم، ولسنا معكم في أنه الخليفة لرسول اللهﷺ، بل قبله ثلاثة، ولسنا معكم في أنه يعبد من دون الله ويستغاث به وينذر له ونحو ذلك، لسنا معكم في هذا؛ لأنكم مخطئون في هذا خطًا عظيمًا، لكن نحن معكم في محبة أهل البيت الملتزمين بشريعة الله والترضي عنهم، والإيمان بأنهم من خيرة عباد الله، عملًا بوصية رسول الله ﷺ حيث قال في حديث زيد بن أرقم المخرج في صحيح مسلم: إني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ...  ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .