أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة والأربعون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والأربعون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:أصول الإيمان(قدرته على الأشياءوخلقه وإيجاده لها )

وهكذا الرسل-عليهم الصلاة والسلام-فيهم تفصيل وإجمال، فنؤمن بهم إيمانًا مجملًا، وأن لله رسلًا أرسلهم إلى الناس، مهمتهم دعوتهم إلى الله، كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] وقوله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] فلله سبحانه رسل أرسلهم لعباده مبشرين ومنذرين، أما إحصاؤهم وبيان أسمائهم فهذا إليه سبحانه وتعالى، لكن جاء في حديث أبي ذر، وجاءت له شواهد من حديث أبي أمامة وغيره ما يدل على أن الرسل ثلاثمائة وبضعة عشر، لكن أسانيدها لا تخلو من مقال.

أما الأنبياء فقد جاء في إحدى الروايات أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا كلهم أنبياء، وفي رواية مائة وعشرون ألفًا، لكن أسانيدها فيها مقال

كما تقدم، والحاصل أن الأنبياء والرسل جم غفير، لكن علم عددهم بالقطع يرجع إلى الله سبحانه وتعالى، وعلينا أن نؤمن إيمانًا مجملًا أن لله رسلًا وأنبياءً أرسلوا لبيان الحق وإرشاد الخلق كما قال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } [الحج:52] الآية. وقال سبحانه وتعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40] وقال عز وجل: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ [الحديد:25] الآية فالله له رسل كثيرون، وله أنبياء كثيرون، لا يحصيهم إلا هو جل وعلا.

إننا نؤمن بذلك إيمانًا تفصيليًا وإجماليًا، وهم جم غفر، ومهمتهم عظيمة، وهي: الدعوة إلى توحيد الله، ونهي الناس عن الشرك بالله، وبيان شرائع الله لهم، وأمرهم بما أمر الله به، ونهيهم عما نهى عنه، هذه مهمتهم، ونؤمن تفصيلًا بمن سمي منهم، كنوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وداود، وسليمان، وهود، وصالح، وغيرهم، وآدم من جملتهم، فقد جاء في بعض الروايات من حديث أبي ذر وغيره أنه نبي مكلمٌ معلمٌ، وجاء في بعضها أنه رسول، وهو لا شك أنه يوحى إليه وأنه على شريعة من الله، وإنما الشك هل هو نبي رسول؟ أو نبي فقط؟ اختلفت الروايات في ذلك، فالمقصود أن آدم من جملة الأنبياء بلا شك وأنه على شريعة، وحديث جمع الناس ليوم القيامة وتقدم المؤمنين إلى نوح وقولهم له: يا نوح أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض، يحتج به على أن نوحًا أول الرسل وأن آدم نبي مكلم فقط، ولو صح أنه رسول، فالمعنى أنه رسول إلى ذريته بخلاف نوح فإنه أرسل إلى قومه، وهم أهل الأرض ذلك الوقت، أما آدم فإنه أرسل إلى ذريته بشريعة خاصة قبل وقوع الشرك، وأما نوح فقد أرسل إلى قومه، وهم في ذلك الوقت أهل الأرض جميعًا بعد وقوع الشرك فيها، وبذلك لا يبقى تعارض بين كون آدم رسولًا إن صح الحديث، وبين كون نوح هو أول رسول أرسل إلى أهل الأرض.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .