أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الأربعــــــــون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الأربعون في موضوع (القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى  وصفاته وهي بعنوان :* أصول الإيمان (قدرته على الأشياء وخلقه وإيجاده لها ) :                                     

وفي بعضها الإيمان بالله واليوم الآخر فقط، وما ذاك إلا لأن البقية داخلة في ذلك، فإذا ذكر الإيمان بالله دخل فيه بقية الأشياء التي ذكرها في الآيات الأخرى كالإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، فمن هذا قول الله جل وعلا: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ [النساء:136] فاقتصر على الإيمان بالله ورسوله والكتاب المنزل على محمد -عليه الصلاة والسلام- والكتاب المنزل من قبل ولم يذكر الأصول الأخرى لأنها داخلة في الإيمان بالله، وهكذا قوله جل وعلا: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا [التغابن:8]، ذكر الإيمان بالله ورسوله والنور الذي أنزل على محمد ﷺ وهو الكتاب والسنة؛ لأن البقية داخلة في ذلك، فالكتاب والسنة داخلان في النور، وهكذا كل ما أخبر الله به ورسوله مما كان وما يكون كله داخل في النور، وهكذا قوله جل وعلا: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ [الحديد:7] فذكر الإيمان بالله ورسوله فقط وما ذاك إلا لأن البقية داخلة في الإيمان بالله ورسوله.

ومما جاء في السنة عن رسول الله ﷺ حديث جبريل المشهور لما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام والإيمان والإحسان، فذكر الإسلام أولًا، وفي لفظ بدأ بالإيمان ثم ذكر الإسلام ثم الإحسان، فالمقصود أنه ذكر الإيمان بما يصلح الباطن؛ لأن الباطن هو الأساس، والظاهر تبع للباطن فسمى الأعمال الظاهرة إسلامًا؛ لأنها انقياد وخضوع له سبحانه، والإسلام هو: الاستسلام لله والانقياد لأمره، فسمى الله سبحانه وتعالى الأمور الظاهرة إسلامًا لما فيها من الانقياد لله والذل له والطاعة لأمره والوقوف عند حدوده عز وجل، يقال أسلم فلان لفلان أي ذل له وانقاد، ومعنى أسلمت لله أي ذللت له وانقدت لأمره خاضعًا له سبحانه وتعالى.

فالإسلام هو الاستسلام لله بالأعمال الظاهرة، والإيمان هو التصديق بالأمور الباطنة، والظاهرة مما جاء في الشرع المطهر وهذا كله عند

الاقتران، ولهذا لما قرن بينهما في هذا الحديث الصحيح فسر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- الإسلام بالأمور الظاهرة، وهي: الشهادتان

والصلاة والزكاة والصيام والحج، والإيمان بالأمور الباطنة وهي الإيمان بالله وملائكته … إلخ.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .