أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة والعشرون في موضـــــــوع القــــــــادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والعشرون في موضوع (القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله

الحسنى  وصفاته وهي بعنوان :

*تقوم عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة في القضاء والقدر على أربع مراتب :

إنَّ عقيدة أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر أيها الإخوة: تقوم على أربع مراتب وأركان وهي: العلم، والكتابة، والمشيئة، وخلق الأفعال والأحداث، قال الشاعر في نظمها :

علم كتابة مولانا مشيئته ***   وخلقه وهو إيجاد وتكوين

المرتبة الأولى: العلم

فأمَّا بالنُّسبة لمرتبة العلم لابُدَّ نؤمن أنَّ الله يعلم كل شيء جملةً وتفصيلاً، أزلاً وأبداً، مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده، علمه محيط بالماضي والحاضر والمستقبل، وما لا لم يكن لو كان كيف كان سيكون، يعلم الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السَّموات والأرض، علم خلقه قبل أن يخلقهم، فعلم أرزاقهم وآجالهم وأقوالهم وأعمالهم وحركاتهم وسكناتهم، وعلم أهل الجنَّة وعلم أهل النَّار قبل أن يخلق الجنَّة وقبل أن يخلق النَّار، فإذاً هذه أول مرتبة من مراتب القضاء والقدر، أول ركن العلم السَّابق الشَّامل، هذه التي أنكرها غلاة القدرية، يا معشر النِّساء: فالآن غلاة القدرية قالوا: هذه المعاصي التي صارت من شرِّ وقتل وجرائم، فقالوا: كيف الله قدَّرها، والله لا يُقدِّر ولا يسمح بها، تنظر إلى القضية التي صارت، قالوا: إذاً ما كان يعرف، فهذا المخرج، ما كان يعلمه، وما هو المخرج عندهم؟ ما كان يعلمها، فوقعوا في الشِّرك والكفر واتهام الله بالجهل والنَّقص، كيف تقولون ما كان يعرفه؟ فهذه قضية أهل البدع يريدون أن يفرُّوا من شيءٍ فيقعوا في شيءٍ أدهى وأمرّ، قالوا: نريد أن ننزَّه الله عن أنَّه سمح بالشَّرِّ أو أنَّه قضى بالشَّرِّ وأشياء فيها قتل أو جرائم، فقال ما كان يعلم، ومعناه أنكم اتهمتم الله بالجهل عالم الغيب والشَّهادة لا يعزب عنه مثقال ذرة، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو، ما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس، النَّبي ﷺ لما سأل عن أولاد المشركين ما هو مصيرهم، قال: الله أعلم بما كانوا عاملين [رواه البخاري:  1384، ومسلم:  6933].

يعني: لو واحد كافر عنده ولد صغير ومات هذا الولد الصَّغير، سيذهب للجنَّة أو للنَّار؟ وُجِّه السؤال للنَّبي ﷺ، فأجاب بعلم الله تعالى الذي هو: الله أعلم بما كانوا عاملين، لو الولد هذا ما مات واستمر في الحياة وكبر كان سيكفر مثل أبويه أو سيسلم؟ الله أعلم بما كانوا عاملين ولذلك من الأقوال هذا الجواب الذي في الحديث والقول الآخر الذي هو أرجح وأقوى أنَّهم يُختبرون يوم القيامة، وما منكم من نفس إلا وقد عُلم منزلها من الجنة والنار [رواه مسلم: 6903].كما قال النَّبي ﷺ في الحديث

الذي رواه مسلم[الأنترنت – الموقع  الرسمي للشيخ محمد المنجد - القضاء والقدر]

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .