أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة والعشرون في موضـــــــوع القــــــــادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والعشرون في موضوع (القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى  وصفاته وهي بعنوان :

*مُجمل اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة في القضاء والقدر:

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في إجابته: "مذهب أهل السُّنَّة والجماعة في هذا الباب وغيره، ما دلَّ عليه الكتاب والسُّنَّة، وكان عليه السَّابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وهو أنَّ الله تعالى خالق كُلِّ شيءٍ وربُّه ومليكه وقد دخل في ذلك جميع الأعيان القائمة بأنفسها وصفاتها القائمة بها من أفعال العباد وغير أفعال العباد، وأنَّه سبحانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون في الوجود شيءٌ إلا بمشيئته وقدرته، لا يمتنع عليه شيء شاءه بل هو قادر على كل شيء ولا يشاء شيئاً إلا وهو قادر عليه، وأنَّه سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، وقد دخل في يذلك أفعال العباد وغيرها، وقد قدَّر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، قدَّر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وكتب ذلك، وكتب ما يصيرون  إليه من سعادة وشقاوة فهم يؤمنون بخلقه لكل شيء وقدرته لكل شيء ومشيئته لكل ما كان، وعلمه بالأشياء قبل أن تكون وتقديره لها، وكتابته إياها قبل أن تكون" إلى أن قال: "وسلف الأمَّة وأئمتها متفقون أيضاً على أن العباد مأمورون بما أمرهم الله به منهيون عن ما نهاهم عنه، ومتفقون على الإيمان بوعده ووعيده الذي نطق به الكتاب والسُّنَّة، ومتفقون على أنَّه لا حجة لأحد على الله في واجب تركه، ولا محرَّم فعله بل لله الحُجَّة البالغة على خلقه" [مجموع الفتاوى: 8/450- 452]. لماذا؟ لأنَّه أنزل عليهم الكتب وأرسل لهم رسلاً وبيَّن لهم الحقَّ، وليس لأحد حُجَّة على الله، بل لله الحُجَّة على النَّاس، "ومما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها مع إيمانهم بالقضاء والقدر وأنَّ الله خالق كل شيء وأنَّه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وأنه يُضل من يشاء ويهدي من يشاء أنَّ العباد لهم  مشيئة وقدرة يفعلون بمشيئتهم وقدرتهم ما أقدرهم الله عليه، لا حول ولا قوة إلا بالله، يفعلون بقدرتهم ما أقدرهم الله عليه لا حول ولا قوة إلا بالله، كما قال تعالى: كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ۝ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ۝ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ[المدثر: 54-56]. [مجموع الفتاوى: 8/459].

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .