أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة عشرة في موضـــــــوع القــــــــادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :            فهذه الحلقة التاسعةعشرة في موضوع (القديرالقادر المقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر:

وأمَّا بالنُّسبة للهداية فإنَّ الله  قد قال: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ[التغابن: 11].

وقد قال علقمة رحمه الله كلمةً مؤثرةً في هذه الآية، قال: "هو الرَّجل

تصيبه المصيبة فيعلم أنَّها من عند الله فيرضى ويُسلِّم"[تفسير الطبري23/ 421].

فإذاً: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ، فواضح أنَّ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ[التغابن: 11].

إذاً لو آمنت بأنَّ الله هو الذي قدَّر وكتب يفتح لك باب هداية، بسبب الإيمان بالقضاء والقدر، وليس فقط الصَّبر على المصيبة، وكذلك الإنفاق، فالإنسان يتصدَّق بما عنده من المال متوكلاً على الله بأنَّ ما كُتِب له من الرِّزق سيأتيه، ويدفع أيضاً إلى الكرم من جهة أخرى فيُرزق العبد بسببه استسلاماً واعتماداً قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا[التوبة: 51]. يرزَقون به إخلاصاً، فإنَّ النَّاس لا ينفعوك إلَّا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وهو القضاء والقدر، فالعبد يستمرُّ إذاً على الإخلاص غير مبالي بمدح النَّاس ولا بذمهم.

*الإيمان بالقضاء والقدر يورث حُسن الظَّنِّ بالله :

الإيمان بهذه العقيدة المهمة يُرزَق العبد به إحسان الظَّنِّ بالله، وقوة الرجاء : ما مسَّني قدرٌ بكرهٍ أو رضى*** إلَّا اهتديت به إليك طريقا

فالمؤمن حسَنَ الظَّنِّ بالله يرجوا الله في كل أحواله، كذلك الإيمان بالقضاء والقدر يُرزَق به الإنسان  خوف من الله، وخوف من سوء الخاتمة، حيث يعلم أنَّ الله يقدِّر سوء خاتمة على أُناس فيخافها.

كذلك فإنَّ الإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض مثل الحسد، فلماذا الناس يحسدون؟ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النساء: 54]، نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الزخرف: 32]، فإذا آمن بالقدر أنَّ الله كتب لهذا ولهذا كذا، وأنا مكتوب لي كذا: فلماذا أحسُد فلاناً على أنَّه فوقي، أو عنده أكثر منِّي، وهذه كُلُّها أشياء مكتوبة، وكُلُّها في اللوح المحفوظ، والله قسَّم الأرزاق بين العباد وهذا من شأنه ، فأنا أرضى وأقنع بما عندي، ولا أحسد غيري، ولا أتمنى أن تزول عنه النِّعمة.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .