أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة عشرة في موضـــــــوع القــــــــادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :            فهذه الحلقة الثامنةعشرة في موضوع (القديرالقادر المقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر:

أولاً: القدر مما تعبدنا الله به استسلاماً له، فلابُدَّ أن نعرف حكم القضاء والقدر، وأنَّ الإيمان بالقضاء والقدر واجب لنتعبَّد اللهَ بالاستسلام لهذا القضاء والقدر.

ثانياً: إنَّ ذلك طريق للخلاص من الشِّرك، فالمجوس مثلاً ضلُّوا في باب القضاء والقدر، وكذلك أناس كُثر ضلُّوا، فلاجتناب الزَّيغ والبدعة والشِّرك في العملية هذه لابُدَّ أن نعرف ما هو المنهج السَّلفي الصَّحيح، وماهي عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة المذهب الحق في القضاء والقدر؟ فقد ضلَّ في هذا من قديم الزَّمان المجوسُ حيث زعموا أنَّ هناك خالقين: خالقٌ للشَّرِّ، وخالقٌ للخير، وجعلوا النَّور خالقَ الخير، والظلام خالقَ الشَّر، وأثبتوا خالقين مع الله  وهذا شرك، ولذلك فإنَّ تبيان هذا الأمر

ينقذ من هذه العقيدة الباطلة ومن غيرها.

ثالثاً: إنَّ الإيمان بالقضاء والقدر في الحقيقة يورث الشَّجاعة والإقدام، فالذي يؤمن بالقضاء والقدر يعلم أنَّه لن يموت قبل وقته، وأنَّه لن يناله إلَّا ما كتب الله  عليه، ولذلك يُقدِم في المعركة غير هيَّابٍ ولا وجلٍ، وليس بالضَّرورة أنَّ الواحد إذا خرج في معركةٍ أنَّه سيموت فيها، بل كثير من المعارك الذين يرجعون وينجون أكثر من الذين يهلكون، وهذا معروف حتى معارك النَّبي ﷺ كبدر وأحد والخندق ومكة وغيرها، فالذين رجعوا منها أكثر من الذين ماتوا فيها بأضعاف مضاعفة، فإذاً فما دام أنَّه يعلم أنَّ القدر الذي قُدِّر عليه مكتوبٌ، فقد يكون بحادث سيارة، أو في معركة، أو بسكتة ونحوه، إذاً لماذا لا يُقدِم في سبيل الله؟ فإن جاءت الشَّهادة جاءت، وإن ما جاءت فهو على خير، ولذلك كان سبب الاندفاع عند كثير من الشُّجعان من المسلمين عقيدتهم القوية بهذه القضية، فالقضاء والقدر يُرزَق العبد بسبب الإيمان به قوةٌ في إيمانه لايتزعزع ولا يتضعضع، ثم كذلك يصبر ويحتسب ويواجه الأخطار والصِّعاب.

   إنَّنا نرى أنَّ هؤلاء الكفرة والغربيين ومن تأثَّر بهم: بعضهم انتحروا، وبعضهم أصابهم الجنون،وبعضهم أصابتهم الوسوسة،وبعضهم لجأ للمخدرات فراراً من الواقع، وبعضهم قتل نفسه، كما حدث في البلاد المتقدِّمة كأمريكا والسُّويد والنَّرويج وغير ذلك، أكبر بلدان العالم هي بسبب الانتحار، وعندهم مستشفيات خاصة للانتحار، وبعضهم بسببٍ تافهٍ: فهذا تركته عشيقته أو خطيبته، وهذا رسب في الامتحان، وهذا بسبب وفاة مطرب ونحو ذلك، وأحياناً ما يكون من انتحار جماعي، كما حدث لعدد من هؤلاء الكُفَّار، أو رُبَّما يأمرهم به كاهن من الكهنة ويقول موعد القيامة، وإذا ما جت القيامة نموت، هم يذهبون إليها، والغريب أنَّ الانتحار يقع في تلك البلاد عند بعض الأطباء النَّفسانيين، الذين من المفترض أن يعالجوا قضية الانتحار، ولذلك أحدهم لما عمل أبحاثاً كثيرةً طويلةً وهو طبيب نفسي على قضايا الانتحار والأسباب ونحوه، ودرس دراسةً ميدانيةً، وجمع الشَّواهد وقابل الأشخاص وعالج أشياء، والنَّتيجة النِّهائية التي وصل إليها أنَّه هو نفسه انتحر...

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .