أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الخامسة عشرة في موضـــــــوع القــــــــادر المــقتدر القـــدير
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسةعشرة في موضوع (القديرالقادر المقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : القضاء والقدر
خامساً: إنَّ الصَّحابة رضوان الله تعالى عليهم قد علَّموا تلاميذهم بل
وسألوهم عنه ليختبروهم وليحرزوا أفهامهم فيه، هل فهموا عقيدة القضاء والقدر أم لا، فجاء في صحيح مسلم: أن أبا الأسود الدؤلي قال: "قال لي عمران بن حصين: أرأيت ما يعمل النَّاس اليوم ويكدحون فيه؟ أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم؟ فقلت: بل شيء قضي عليهم، فقال: أفلا يكون ظلماً؟ ففزعت من ذلك فزعاً شديداً" الصَّحابي يقول للتابعي: إذا كانت الأشياء هذه التي نعملها كُلُّها مقدَّرة من قبل، قال: أليس بذلك ظلماً، قال أبو الأسود: ففزعت فزعاً شديداً، وقلت: كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال لي: يرحمك الله، إنما لم أُرد بما سألتك إلَّا لأحزر عقلك" [رواه مسلم: 2650]. أي: لأتأكد أنَّك تفهم القضية فهماً صحيحاً.
سادساً: وكذلك فإنَّ أئمة السَّلف رحمهم الله قد ألَّفوا في هذا الباب.
سابعاً: لو تركنا الحديث عن القدر لجهل النَّاس به لربما انفتح الباب لأهل البدع والضلالة يروجون باطلهم، بل قد فعلوا ذلك.
ثامناً: إنَّنا لو تركناه لفاتنا علم غزير.
*كيف توجيه الأحاديث التي تنهي عن الكلام في القضاء والقدار:
فإنَّ قال قائلٌ: كيف نجمع بين القضاء والقدر وعقيدة القضاء والقدر، وبين حديث النَّبي ﷺ الصَّحيح: إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذُكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذُكر القدر فأمسكوا[رواه الطبراني1428، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 34]. وكذلك ما ورد في الحديث الآخر: أنَّ النَّبي ﷺ خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القدر حتى احمر وجهه كأنما فُقأ في وجنتيه حب الرمان، وغضب غضباً شديداً، فقال: أبهذا أُمرتم أم بهذا أُرسلت إليكم؟ إنما أهلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر أو أُهلك حين تنازعوا في هذا الأمر عزمت عليكم أن لا تنازعوا فيه [رواه الترمذي: 2133، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح: 98].والحديث قد حسَّنه بعض أهل العلم، ونريد أن نعرف ما موقع هذين الحديثين إذاً في القضية؟
وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .