أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الرابعة في موضـــــــوع القــــــــادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :            فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (القديرالقادر المقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *معنى القدير والقادر والمقتدر :

وقال الحليمي: (القادر) قال الله عز وجل: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى [القيامة: 40] وقال: بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأحقاف: 33] وهذا يدل على معنى أنه لا يعجزه شيء بل تيسر له ما يريد على ما يريد، لأن أفعاله قد ظهرت، ولا يظهر الفعل اختياراً إلا من قادر غير

عاجز، كما لا يظهر إلا من حي عالم   .

وقال البيهقي: هو الذي له القدرة الشاملة، والقدرة له صفة قائمة بذاته   .

وأما القدير: فقال ابن جرير عند قوله تعالى: وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 20]: وإنما وصف الله نفسه –جل ذكره- بالقدرة على كل شيء في هذا الموضع، لأنه حذر المنافقين بأسه وسطوته، وأخبرهم أنه بهم محيط، وعلى إذهاب أسماعهم وأبصارهم قدير، ثم قال: فاتقوني أيها المنافقون، واحذروا خداعي وخداع رسولي وأهل الإيمان بي، لا أحل بكم نقمتي، فإني على ذلك وعلى غيره من الأشياء قدير.

ومعنى (قدير): قادر، كما معنى (عليم): عالم، على ما وصفت فيما تقدم من نظائره من زيادة معنى (فعيل) على فاعل في المدح والذم   .

وقال عند قوله تعالى: مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 106]: ألم تعلم يا محمد أني قادر على تعويضه مما نسخت من أحكامي وغيرته، من فرائضي التي كنت افترضتها عليك ما أشاء، مما هو خير لك ولعبادي المؤمنين معك وأنفع لك ولهم، إما عاجلاً وإما آجلاً في الآخرة، أو بأن أبدل لك ولهم مكانه مثله في النفع لهم عاجلاً في الدنيا وآجلاً في الآخرة، وشبيهه في الخفة عليك وعليهم. فاعلم يا محمد أني على ذلك وعلى كل شيء قدير.

ومعنى قوله (قدير) في هذا الموضع: قوي، يقال منه: قد قدرت على كذا وكذا، إذا قويت عليه، أقدر عليه، وأقدر عليه قدرة وقدرانا ومقدرة، وبنو مرة من غطفان تقول: قدرت عليه بكسر الدال.

فأما (التقدير) من قول القائل: قدرت الشيء، فإنه يقال منه قدرته أقدره قدراً وقدراً   .

وقال الحليمي: (القدير) وهو: التام القدرة، لا يُلابس قدرته عجز بوجه  .

وقال ابن القيم: وهو القدير وليس يعجزه إذا ***ما رام شيئاً قط ذو سلطان 

وقال السعدي: (القدير) كامل القدرة، بقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دبرها، وبقدرته سواها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته،الذي إذا أراد شيئاً

قال له: كن، فيكون،وبقدرته يقلب القلوب ويصرفها على ما يشاء ويريد . 

وأما (المقتدر) : فقال ابن جرير في قوله تعالى: عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ [القمر: 55]: يقول عند ذي ملك مقتدر على ما يشاء، وهو الله ذو القوة المتين تبارك وتعالى .

وقال الزجاج:(المقتدر) مبالغة في الوصف بالقدرة، والأصل في العربية أن زيادة اللفظ زيادة المعنى، فلما قلت: اقتد، أفاد زيادة اللفظ. زيادة المعنى  

وقال الخطابي: (المقتدر) هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء ولا

يحتجز عنه بمنعة وقوة.

ووزنه: مفتعل،من القدرة إلا أن الاقتدار أبلغ وأعم لأنه يقتضي الإطلاق، والقدرة قد يدخلها نوع من التضمين بالمقدور عليه، قال الله سبحانه: {عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} [القمر: 55] أي: قادر على ما يشاء   .

وقال الحليمي: (المقتدر) : وهو المظهر قدرته بفعل ما يقدر عليه، وقد كان ذلك من الله تعالى فيما أمضاه، وإن كان يقدر على أشياء كثيرة لم يفعلها، ولو شاء لفعلها، فاستحق بذلك أن يسمى: مقتدراً .

[الأنترنت – موقع الدرر السنية - القدير، القادر، المقتدر ]

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .