أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة في موضـــــــوع القــــــــادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :            فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (القديرالقادر المقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *معنى القدير والقادر والمقتدر :

 من القدرة، وهي القوة على الشيء والتمكن منه، والقدرة ضد العجز،

واسم القدير أبلغ من القادر، والمقتدر أبلغ من القدير، لأن الزيادة في المبني زيادة في المعنى. فالله تعالى قديرٌ متصفٌ بالقدرة الكاملة المطلقة، فلا يُعجِزه شيء في الأرض ولا في السماء، ومن قدرته سبحانه إيجاد المعدوم، وإعدام الموجود، فهو القادر الذي يتيسر له ما يريد على ما يريد، ولا يمتنع عليه شيء، وإذا أراد شيئاً قال له: كن فيكون، فقدرته جلَّ وعلا موصوفة بالتمام والكمال. ويأتي القادر بمعنى التقدير، أي المقدِّر للشيء، يقال قَدَرْتُ الشَّيْءَ وَقَدَّرْتُهُ بمعنى واحد، كقوله: ﴿ {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} ﴾ [ المرسلات: ٢٣] ، أي: نعم المقدِّرون، قال الامام أحمد عندما سئل عن القَدَر: "القدر قدرة الله"، لذا فمن أنكر القَدَر فقد أنكر قدرة الله تعالى.

   قال تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ [الأنعام: 65].

قال الزجاج: (القادر): الله القادر على ما يشاء، لا يعجزه شيء، ولا

يفوته مطلوب، والقادر منا – وإن استحق هذا الوصف – فإن قدرته مستعارة، وهي عنده وديعة من الله تعالى، ويجوز عليه العجز في حال، والقدرة في أخرى.

والله تعالى هو القادر، فلا يتطرق عليه العجز، ولا يفوته شيء   .

وقال الخطابي: (القادر): هو من القدرة على الشيء، يقال: قدر يقدر قدرة فهو قادر وقدير، كقوله تعالى: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا

[الأحزاب: 27] ووصف الله نفسه بأنه قادر على كل شيء أراده، لا

يعترضه عجز ولا فتور.

وقد يكون القادر بمعنى المقدر للشيء، يقال: قدرت الشيء وقدرته بمعنى واحد كقوله: فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ [المرسلات: 23] أي: نعم المقدرون،

وعلى هذا يتأول قوله سبحانه: فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ [الأنبياء: 87] أي: لن نقدر عليه الخطيئة أو العقوبة إذ لا يجوز على نبي الله أن يظن عدم قدرة الله عز وجل في حال من الأحوال   .

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .