أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة عشرة بعد المائة في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة عشرة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*شهود آثار اسم الله "الجبار" بمعناه الثاني:

إذا ما استحضر العبد معاني هذا الاسم؛ انكسر لله بأنواع الانكسار كلها، وشهد حاجته وفاقته الشديدة إلى ربوبية الله -عز وجل-

وألوهيته، فالعبد فقير إلى ربه في الهواء الذي يتنفسه، وفي شرابه الذي يشربه، وفي طعامه الذي يأكله، بل في كل نفس من أنفاس حياته، والله وحده هو الذي يجبر هذه الحاجة وهذا الضعف والعجز بفضله ومنِّه-سبحانه وتعالى-.

وهو يحتاج إلى الله -عز وجل- خالقًا رازقًا، فيحتاج أن يحب الله، ففي القلب حاجة وفاقة لا يسدها إلا التعبد والتأله لله -عز وجل- وحده لا شريك له.

فإذا ما استحضر العبد ذلك واستحضر أنه فقير إلى الهداية والتوفيق والإعانة على العبادة من الله؛ انكسر ولم يتعزز بطاعة أو بمنزلة أو حال، ولم ير لنفسه فضلاً على غيره، فضلاً عن أن يرى لنفسه فضلاً على الله -عز وجل- تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، ففي فاقته إلى الربوبية والألوهية، إلى الرب والإله، إلى الرزق والعبادة انكساره وتذللـه لله، فيجبر الله كسره.

وإذا ما استحضر العبد المؤمن أنه يخطئ بالليل والنهار كما جاء في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ

الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ) (رواه مسلم)، ورأى معاصيه ورأى نعم الله عليه؛ فذلك يكسره انكسارًا ناشئًا عن شهود كثرة الذنوب والمعاصي، واستحضار نعم الله المنهمرة المتتابعة.

*انكسار ناشئ عن الحاجة والفقر:

يجبر الله -عز وجل- انكسار العبد إذا ما قال العبد: "رب اغفر لي وتب علي" فيقيل الله عثرته، ويقبل اعتذاره وتوبته.

وهناك انكسار يجبره الله للعبد بحبه لربه -عز وجل-، فيجبره الله بأعلى ما يجبر به عبد، وذلك بأن يكون محبوبًا عند الله -عز وجل-، إذا أتبع حبه لله -عز وجل- بطاعة نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم) (آل عمران:31).

وبهذا يتحقق كمال العبودية، ومَن لا يرى فاقته وحاجته، ولا يشعر بالذل والانكسار لله -سبحانه وتعالى-، ولا يرى ذنوبه، أو لا يستشعر حبه لربه؛ فهو في خطر عظيم، فإن لم يكن هلك؛ فهو على شفا الهلكة.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.