أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثانية عشرة بعد المائة في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية عشرة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*معاملة اسم الجبار -بمعناه الأول- بما يقتضيه من فعل العبد:

يظهر لأهل الإيمان المستحضرين لاسم "الجبار" أن أفعالهم وأقوالهم وأفعال العباد جميعًا ما هي إلا بأمر الله -عز وجل-؛ فهو خالقها، فإذا رأوا نعمة الله عليهم بالإسلام، ومنته عليهم بالإيمان؛ علموا أن أفعالهم وصفاتهم سبقها أمر وتقدير من الله، وإذا رأوا المنكرات والمعاصي والكفر والنفاق؛ استشعروا خذلان الله لهم، وعلموا أن الله هو الذي قدَّر ذلك؛ فخافوا أن يخذلهم الله كما خذل هؤلاء.

وإذا ما استحضر العبد هذه المشاهد؛ شهد عدل الله -عز وجل- وحكمته في وضع الأشياء في مواضعها، فهو -سبحانه- أعلم بالظالمين، وأعلم بالشاكرين، فلا يضع الله -سبحانه وتعالى- البذرة الطيبة في الأرض الخبيثة، فالقلوب الخبيثة لا تناسبها الأعمال والأقوال الطيبة (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) (النور:26)، فالطيبات من الأعمال والأقوال للطيبين من الناس، فلا يُهدى إنسان خبيث لعمل أو قول طيب (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) (النور:26).

فيشهد أهل الإيمان حكمة الله -عز وجل- وعدله، ويرون فضله، فيخافون على أنفسهم ويرجون فضل ربهم -سبحانه وتعالى-، وإذا ما رأوا جبروت الطغاة والكافرين؛ علموا أن الجبروت والعظمة لله وحده، فلا يتجبرون؛ إذ لا يوصف المؤمن بهذه الصفة أو يُسمى بهذا الاسم أبدًا.

*اسم "الجبار" ومعنى ثانٍ لهذا الاسم:

وأما المعنى الثاني من معاني هذا الاسم فهو معنى: جبر الكسر وإصلاحه، فهو -سبحانه- الذي يجبر كل ذليل وكسير مما ألم به، ويصلح شأن كل محتاج وفقير.

معاملة اسم الجبار -بمعناه الثاني- بما يقتضيه من فعل العبد:

ويحسن بالعباد أن يتصفوا بهذا المعنى بما يليق بهم منه، كما يحسن بهم أن

يتصفوا بصفة الرحمة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

(الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (رواه الإمام أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، وكما يحسن بالعبد أن يتصف من الطهارة بما يليق به في دعاء العبادة لاسم الله "القدوس"، فما يليق بالرب لا يمكن أن يرقى إليه مخلوق.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.