أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة العاشرة بعد المائة في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

العاشرة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*تأملات في اسم الله "الجبار"

فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- بداية الإنسان ونهايته علامة على عجزه وضعفه، وعلى قهر الرب -عز وجل- وجبروته، فالله -عز وجل- هو "الجبار"، وقد ورد هذا الاسم في كتاب الله في سورة "الحشر"، وكذلك ورد في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

المعنى الأول لاسم الله "الجبار": الله -عز وجل- هو "الجبار" أي: الذي له مطلق الجبروت والعظمة، وهو يحمل معنى القهر كاسم الله "القهار".

وقد جاء في تفسير السلف -رضوان الله عليهم- عبارات مثل: "الذي جبر العباد على ما أراد" فقد جبر القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها،

وهذا لا يقتضي مذهب "الجبرية" الباطل من نفي مشيئة العباد، ونسبة الظلم

 إلى الله -عز وجل-، وإبطال الشرع، وجعل الحسنات كالسيئات، والذين يحتجون بمثل هذه الآثار الواردة عن السلف في تفسير اسم "الجبار"، فيقولون: إن "الجبار" -سبحانه وتعالى- قد جبر العباد أي: أجبرهم وأرغمهم دون إرادة منهم على فعل أفعالهم، فقد ظنوا أن جبر الله في القلوب كجبر الظالم للمظلوم؛ فقالوا بهذا الباطل!

والله -سبحانه وتعالى- أعز وأعلى من أن يجبر العباد على فعل ما يريد دون إرادة منهم، بل معنى جبره -عز وجل- لهم وسلطانه وقهره فوقهم: "أنه جعلهم يفعلون بإرادتهم ما أراد -سبحانه وتعالى- أن يفعلوه".

فجبر الله في القلوب لا يعني إلغاء مشيئة العباد، وإنما يعني أن الله -سبحانه وتعالى- يجعلهم يفعلون ما يريدون بإرادتهم واختيارهم الذي خلقه الله -عز وجل- لهم.

*جبر الله، وجبر المخلوق:

فجبر الله -سبحانه وتعالى- ليس كجبر المخلوق للمخلوق، فالمخلوق لا يملك قلب غيره، بل ولا قلب نفسه، فالمخلوق إذا أراد أن يجعل غيره يفعل فعلاً معينًا؛ أمره به، فإذا امتنع؛ لم يجد بدًّا من أن يكرهه؛ لأن إرادة ذلك الغير لا يملكها، فيضطر إلى إكراهه بالضرب أو التعذيب أو السجن أو التهديد بالقتل أو غير ذلك مما يفعله الجبارون، وذلك؛ لعجزه عن تغيير قلب خصم، وقد وصف الله -عز وجل- هؤلاء الجبارين بالخيبة، فقال: (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (إبراهيم:15).

فجبروت الله -تعالى- ليس فيه إكراه، فهو -سبحانه- لا يحتاج إلى ذلك، بل يأمر بما يشاء، فيقول له: كن فيكون.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.