أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة المائــــــــــة في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*وأيضا يعني الجبار

من أصعب المسائل: أن يكون معك مال أو ما معك سواء، أن ترى بأن عندك كذا أو ليس عندك مِن الدنيا سواء، هذا مِن الصَّعب بصورة، خصوصاً لو كنت مِن الناس الذين يشعرون أنه ما يحميك إلا نقودك التي بالبنك، وكم رصيدك! فتقول: لو حصل كذا وكذا فعندي كذا وكذا، فترى أناسًا كثيرين يعيشون مُخططين أنهم لو كبروا سيكون لديهم كذا وكذا من الأشياء، على أنهم متصورين أنَّ هذه الأشياء ستنفعهم عندما يكبرون، ولايعلمون أنَّ عدة أسباب زرعناها لأنفسنا على أنها تنفعنا ثم هي التي أتت بالمشاكل !! ويكفيكم في هذا مشاكل البناء، ومشاكل ما يأتي من وراء البيوت التي تُشترى، والبيوت التي تُبنى، الديون التي تحصل، ثم هلاك الناس قبل سكناهم في البيت، ثم اختلاف الأبناء على هذا الوِّرْث، فنحن نرى بيوتًا باقية 20 سنة في مكانها، لماذا؟ اختلفوا في الورث ! والآباء عمِلوا هذا العمل على أنه يضمن لهم مُستقبلاً، فكان خراب المستقبل بِهِ !! وهذا أمر مُشاهَد لا يحتاج حتى إلى دليل مِن كَثرة ما نرى ونسمع.  فلا تتصور أنَّ الذي يَجبر قلبك في الدنيا مادة تملكها، إنما الذي يجبر قلبك على الحقيقة الجَّبار سبحانه وتعالى، يجبره بأن يدفع عنك شُعور النَّقص، فأنت ترى الكبار من العلماء مثل الشيخ محمد بن عثيمين وبن باز رحمهم الله واليوم الشيخ الفوزان وغيره، يدخلون في أكبر المجالس والأماكن وهم بصورتهم وثيابهم هي هي وأحذيتهم هي هي، لا يرون أنَّ مثل هذا يَنقُصهُم عند أحد، وفي مقابل هذا لو قيل لأي شخص ضعيف في قلبه: تعال إلى هذا المجلس، فانظر ماذا يفعل في نفسه مِن أجل أن يذهب. فترى أنَّ هؤلاء مَجبورة قلوبهم عن أن يروا أنَّ هناك نقصاً، وهذا لا يعني أن لايعملوا بمقتضى إيمانهم باسم الله الجميل، لأنه جميل يحب الجمال، لكن فارق شاسع بين أن تتعبد الله بهذا، وبين أن تلاحظ الناس الذين تذهب لهم، وتلاحظ رضاهم، وتشعر أن قيمتك هو ما تلبس، وقيمتك شكلك، فَجَبَر قلوبهم أن يشعروا أصلاً بِنقص، أي أن الشخص هو الذي يُشعِر نفسه بالنقص، وأنه ناقص لو ما فعل كذا. انظر إلى الناس وهم ذاهبون إلى الأفراح، لا أحد يرى إلا نفسه فقط، ولا يفكر إلا في نفسه، والناس مُلتهون عن بعضهم بأنفسهم، المَقصد أنك تعيش حول نفسك، فتُمْرِض قلبك أنه ينقصك كذا لأن عينك كذا وأنفك كذا وشكلك كذا، فترى نفسك فيك نَقص، مُقَدِّر نفسك بالصورة الظاهرية ! أما أهل الإيمان والخضوع والانكسار فقد جَبر الله في قلوبهم هذه الأمور بما يُلحقه على قلوبهم من المحبة وأنواع المعارف والتوفيق الإلهي والهداية والإرشاد.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.