أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التسعـــــــــون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* عرض وقفة أسرار بلاغية

﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا ﴿١٤﴾ ﴾    [مريم   آية:١٤]

﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ ﴾    [مريم   آية:٣٢]

آية (14) :* في سورة مريم (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14)) وعندما يتكلم عن عيسى عليه السلام (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي

جَبَّارًا شَقِيًّا (32)) هناك اختلاف مع يحيى قال عصيا ومع عيسى قال شقيا ؟ (د. فاضل السامرائي)

الكلام في يحيى إخبار عن الله تعالى يخبر عنه (وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) هذا

إخبار. أما مع سيدنا عيسى فهو يتكلم عن نفسه (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)) هذا يتكلم عن نفسه وذلك إخبار عنه، صار فرق.

عيسى لا يمكن أن يقول ولم أكن جباراً شقيا لأنه الآن وُلِد هو يتكلم بعد الولادة فلا يصح أن يقول (ولم أكن جبارا شقيا). طبعاً كما لا تصلح ولم أكن جباراً شقياً هذا غيب لا تصلح ولا أكون جباراً شقياً هذا مستقبل. هو قال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) هذا اعتراف بفضل الله عليه، ربنا سبحانه وتعالى عندما خلقه بهذه الصورة أخلصه له. ثم ذكر (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ) هذا ناسب عدم الشقاء، كيف يكون النبي شقياً؟ وأيضاً لم يجعلني جباراً عصياً، النبي يكون عصياً؟! لا، إذن النبي لا يكون عصي ولا يكون شقي. العصيان من عمل الفرد ولذلك ربنا قال عن يحيى (وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) هو فعله. الشقاء والسعادة من الله فقال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)  لذا قال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) ولم يقل لم أكن جباراً شقياً. قال (عصيا) ولم يقل عاصياً، العصي صفة مشبهة أو مبالغة، الجبار في الأرض يفعل ما يشاء عصي وليس عاصياً ولا يصح أن يكون، ما دام قال جباراً بالمبالغة يأتي بصيغة المبالغة عصياً.

[ الأنترنت – موقع عرض وقفة أسرار بلاغية - المصدر: فاضل السامرائي ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.