أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة والثمانون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
التاسعة والثمانون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :
*ومن الذنوب: إِنهم تركوا طاعة الله ومالوا لكل جبار عنيد (واتبعوا كل جبار عنيد).*أصناف الذين يطبع الله على قلوبهم
6- اتِّباع الهوى: قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 16].
7- التكبر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكِبْر: ((بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس))، وفي رواية: ((غمص الناس))؛ رواه مسلم.
ومعنى "بَطَر الحق": تسفيهه وإبطاله، "وغَمْط الناس": الاحتِقار لهم والازدِراء بهم[11].
قال تعالى في حقِّهم: ﴿ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35]. وفي آية أخرى قال عنهم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [غافر: 56].
أي: كما طَبَع الله على قلوب المُسرِفين الذين يُجادِلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم، كذلك يَطبع الله على كل قلب متكبِّر على الله أن يوحِّده، ويُصدِّق رُسله، جبار: يعني متعظِّم عن اتِّباع الحقِّ.
واختلَف القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأتْه عامة قرّاء الأمصار، خلا أبي عمرو بن العلاء، على: ﴿ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ ﴾ [غافر: 35]، بإضافة القلب إلى المتكبِّر، بمعنى الخبر عن أن الله طبَع على قلوب المتكبِّرين كلها[12].
ومن فوائد الآية:
• حُرْمة الجدال بغير عِلم، وأن صاحبه عُرْضة لمقتِ المؤمنين بعد مقت الله تعالى.
• عُرْضة المتكبر الجبار للطَّبع على قلبه، ويومها يُحرَم الهداية فلا يُهدى أبدًا[13].
8- تكذيب كتاب الله وسنة رسوله: ما من إنسان يكذِّب ما جاء عن الله ورسوله، إلا وقد نَصَب العداوة لهما وصار من المعتدين.
قال تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ﴾[يونس: 74].
9- الارتداد عن دين الله: قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى
قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [المنافقون: 3]؛ أي: جعَل الله على قلوبهم خَتمًا بالكفر عن الإيمان؛ بسبب ارتِدادهم عن دينه، فهم لا يَفقهون صوابًا من خطأ، وحقًّا من باطِل؛ لطبْع الله على قلوبهم[15].
لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يَهتمُّ بإصلاح قلبه غاية الاهتمام، ويُعنى به تمام العناية، ويوصي كثيرًا بإصلاح القلب، ويدعو الله - عز وجل - بذلك.
ثبَت في الأحاديث الصحيحة أنه كان يقول: ((اللهم اجعَل في قلبي نورًا))، و((اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يَخْشَع)).
و((اللهم نقِّ قلبي من الخطايا، كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدَّنس)).
و((اللهم يا مُقَلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك))، وغير ذلك من الأدعية؛ مما يدلُّ على حِرْص النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته، وأن تكون قلوب أصحابها سليمة نقيَّة؛ كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]. والقلب السليم هو السالم من آفاته ومُفسِداته وما يؤدي إلى طبْعه، وهو القلب الذي ليس فيه سوى محبة الله ورسوله، والخوف مما يُباعِد عن ذلك؛ ذكَره ابن القيم في "مدارج السالكين".
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يرزقنا قلوبًا سليمة، وأن يثبِّتنا على دينه؛ إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
[ الأنترنت – موقع الألوكة - أصناف الذين يطبع الله على قلوبهم (تفسير موضوعي) ]
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.