أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة والثمانون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*ومن الذنوب: إِنهم تركوا طاعة الله ومالوا لكل جبار عنيد (واتبعوا كل جبار عنيد).

*أصناف الذين يطبع الله على قلوبهم

    إن أهم ما يجب على المسلم إصلاحه والعناية به قلبُه الذي بين جنبَيه؛ لأن القلب أساس الأعمال، وأصْل حركات البَدن، وهو لها بمثابة المَلِك لجنده، إذا طاب القلب طاب البدن، وإذا فسَد القلب فسَد البَدن.

وهذا القلب الذي يحمِله الإنسان بين جنبَيه مهما فسَد، فإنه يمكن إصلاحه

بالإيمان الصادق، والإخلاص، ومحبة الله ورسوله، والأعمال الصالحة؛ كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونحو ذلك.

ولكن كيف لو كان القلب ممن طبَع الله عليه؟ هل يمكن إصلاحه؟

الجواب: لا يُمكِن إصلاحه؛ لأن هذا القلب ميِّت؛ حيث إنه لا يستطيع أن ينتفِع بشيء من الأشياء؛ بسبب نهاية دوره في الأخذ والعطاء، وهذا موجِبٌ لاستِحقاق التعذيب بالنار وعدم التخلُّص منها إلا أن يشاء الله رب العالمين.

ولذا؛ فإن معرفة الأصناف والأشياء التي بسببها يطبَع الله على القلب، على ضوء الآيات القرآنية - مهم جدًّا من أجل الحِفاظ على الإيمان.

والأصناف الذين يطبَع الله على قلوبهم في القرآن تسعة، وهي:

1- الكُفْر:قال الله تعالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 155].

2-النفاق:قال تعالى عن المنافقين: ﴿ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى

 قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 87].

3- الإسراف في المعاصي والذنوب: قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [الأعراف: 100].

4- الجهل: قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 59].

5- استحباب الدنيا على الآخرة: قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ

الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ

الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [النحل: 107، 108].

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.