أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة والثمانون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*الفوائد والدروس المستفادة من القصة:

 هذه القصة تضمنت تقريع اليهود، وبيان فضائحهم، ومخالفتهم لله ولرسوله، ونكولهم عن الطاعة، وتوليهم عن الجهاد، وخذلانهم للنبي، وضعفهم عن مصابرة الأعداء، وترك المجالدة والمقاتلة والنبي بين أظهرهم يعدهم بالنصر والظفر، وهم مع ذلك عاصون، شاهدوا ما فعل الله بفرعون، رأوا الآيات، ورأوا قدرة الله، وكيف نجاهم الله من فرعون؟ وكيف أهلك عدوهم؟ وكيف أغرق جنوده وهم ينظرون؟

لكن بالرغم من ذلك لم يستجيبوا، وهم في جهلهم يعمهون، وفي غيهم يترددون،

 ويقولون:  نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ  [المائدة: 18]، وألزمهم اللعنة تصحبهم إلى النار ذات الوقود، ويقضى عليهم فيها بالخلود، هذه الموقف من بني إسرائيل قابله موقف مشابه من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام، وليس مشابهًا في موقف القوم، وإنما مشابه في الظروف، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما استشار الصحابة في قتال أهل مكة الذين جاؤوا لإنقاذ القافلة، وكانت قريش ذوي عَدد وعُدد، هل قال الصحابة:  فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة: 24]؟

   أو هل قالوا: لن نقاتل، إن القوم أقوياء، وأكثر منا؟ أبداً، قالوا: والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، لعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد هذا. [دلائل النبوة للبيهقي: 874]، ونشطه ذلك الكلام.

فروى أحمد رحمه الله عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر استشار المسلمين، فأشار عليه عمر، ثم استشارهم، فقالت الأنصار: يا معشر الأنصار، إياكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: إذًا لا نقول له كما قالت بنو إسرائيل لموسى:  اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ  [المائدة: 24]، والذي بعثك بالحق لو ضربت أكبادها إلى برك الغماد؛ لأتبعناك" [رواه مسلم: 1779]،

 برك الغماد هذا موضع بقرب اليمن، فيه مهلكة ومفازة، ومكان خطير.

وقال ابن مسعود: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليّ مما عدل به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على

المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى:  اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا  [المائدة: 24].

ولكنا نقاتل عن يمينك، وعن شمالك، وبين يديك، وخلفك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره، يعني: قوله. [رواه البخاري: 3952].

هذا الفرق بين صحابة نبينا والذين كانوا مع موسى عليه السلام، وبهذا يظهر التفوق العظيم لأصحاب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.