أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الواحدة والثمانون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الواحدة والثمانون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : *القوم الجبارين:
قال ابن كثير: "هذا لا يسوغ في عقل ولا شرع" [تفسير ابن كثير:3 / 109]، إذًا نجد أن بعض الروايات اخترقتها الإسرائيليات مثل هذا، ولكن النقاد والعلماء يبينون الصحيح من الضعيف الموضوع المكذوب، والإسرائيلي يبينونه، لكن كان في الأرض المقدسة قوم جبارين، كان فيها ناس أقوياء، يعني:
أشداء لا شك الله عز وجل قال هذا.
فلما واجهوا نبيهم بهذا الكلام قام رجلان من الذين يَخافون أو يُخافون، إذا كان يُخافون يعني: اثنين أسلما من الجبارين، وإذا كان يَخافون يعني: من قوم موسى، { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا } [المائدة: 23]، بثبات الجنان، وحسن الإسلام، يخافون الله فوعظا بني إسرائيل، وحظوهم على الجهاد. إذًا وجد مع موسى من أيده عليه السلام، لكن اثنين فقط، الخلاصة من هذا الجيش اثنان، ولذلك قال موسى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي } [المائدة: 25]، أنا لي سلطة على أخي.
{ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ } [المائدة: 23] يخافون الله، ولا يخافون الأعداء، أو يُخافون لهم مهابة، وموضع من الناس، { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا } [المائدة: 23] بالنصر، واليقين، والتوفيق، والثبات على الدين، { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ } [المائدة: 23] أنتم اقتحموا باغتوهم، فاجئوهم، امنعوهم من الخروج إلى الصحراء للقتال، اقتحموا عليهم المدينة، { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ } [المائدة: 23] بكلمة الله وأمره، { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة: 23].
إذًا الخطة المباغتة والمفاجأة للأعداء، والتوكل على الله، وتوافقوا رسولكم
على ما أراد منكم، فإن الله سينصركم، وتكون البلد التي كتبها الله لكم، لكن ما نفعت موعظة موسى الأولى، ولا نفعت موسى الرجلين الثانية، وهكذا لم تنفع الموعظة، قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا [المائدة: 24] وازدادت الوقاحة، وقلة الأدب، بل والكفر، { فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، وهذا النكول عن الجهاد، والمخالفة للرسول، والتخلف عن القتال، جازمون بذلك { لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا }[المائدة: 24]، لا يريدون الخيار العسكري الجهادي إطلاقًا، لا يريدون طريق الرجولة ولا العز والشهادة والجنة، يريدون الذل، والجبن، والضعف، والهوان، والقعود، هو
الذي كره إليهم القتال.
هذا داء الأمة اليوم، أصابنا داء اليهود، سلكت أمتنا ما سلكه اليهود من قبل، كما قال عليه الصلاة والسلام: {لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ [رواه البخاري: 3456].
فمن غيرهم، وهكذا يقول قومنا في مؤتمراتهم: كل الخيارات مطروحة للنقاش إلا الخيار العسكري والمقاطعة، فماذا بقي من الخيرات؟ إذًا الشجب، والتنديد، والاستنكار، ورفع الشكاوى إلى الأمم المتفرقة، ومطالبة المجتمع الدولي الكافر بالعمل على وقف العدوان.
فلما رأى موسى عليه السلام ذلك الجبن من قومه { قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي } [المائدة: 25]، ليس أحد يطيعني، ويمتثل أمري، { فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }[المائدة: 25]، اقض بيني وبينهم، أنزل العقوبة على من يستحق منهم، وفي هذه الآية فافرق بيننا وبينهم، تسجيل عليهم بما يستحقونه من الوصف، وهو الفسق، { فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }[المائدة: 25].
والإشارة إلى علة الدعاء عليهم، وهو فسقهم، تعميم الحكم ليشملهم ويشمل غيرهم، فكل من نكل عن الجهاد بعد وجوبه عليه فهو فاسق.
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.