أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الرابعة والسبعون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* اسم الله "الجبار": قاعدة يجب أن تعتقد فيها:

      "إذا انكسرت ولجأت لله، فلن يُرجِعَك". قد يؤخر الله الجبر لحكمة يعلمها، لكنه لن يرجعك. ومثال على ذلك أن تعرض أحد الأشخاص لمشكلة ما في بلده واضطر إلى مغادرته وكان ذلك في شهر رمضان، فخرج هائم على وجهه لا يدري وجهته أو البلد التي سوف يقيم به وقد جآءته فرصة أداء مناسك العمرة مع انتهاء تأشيرة العمرة في اليوم الثلاثون من رمضان. فكان يمشي بين الناس عند الحرم المكي دون أن يراهم من هول الكارثة التي لحقت به. وفي اليوم السابع والعشرون من هذا الشهر، بدأ الطواف بالبيت وبالرغم من درايته بالكثير من الأدعية إلا أن لسانه قد انعقد ولم يقل أثناء طوافه بالبيت سوى، "يا رب، اجبر بخاطرى! يا رب، أجبر بخاطرى!" وكأن الله قد أنطقه بهذة الكلمة. وفي شوط من الأشواط أوقفه شخص قائلاً له أنه يبحث عنه منذ ثلاثة أيام ليبلغه أنه قد رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم) في رؤيا في المنام قائلاً له أن يبلغ فلان أنه على الحق وأن يصبر قليلاً، فسوف يُنهك لمدة عام ثم يفتح الله عليه. فأصبح يبكي الرجل من سرعة جبر الله له وحنانه عليه وإرسال هذه البشرى له. ثم يخرج من الحرم ليتلقى اتصالاً تليفونياً من رجل فاضل يبشره بحصوله على تأشيرة إقامة في بلد ما. لن تلجأ إلى الجبار منكسراً طالبا منه أن يَجبر بخاطرك، فيُضيعك.

ومثال آخر، وهو مثال أم سيدنا موسى. فقد كان فرعون يقتل الذكور من المواليد، وقد وضعت أم موسى سيدنا موسى وأوحى الله لها: "...أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ..." وبعدها قال الله تعالى: "...وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ" سورة القصص الآية رقم 7. وقد وردت هذة القصة بعد ذكر قصة فرعون وبني إسرائيل (قضية أُمة) أي أن الله ذكر قصة سيدة ما كُسِر قلبها بعد هذة القضية الكبيرة. كم أن قلباً مكسوراً مثل هذا غالٍ عند الله! ثم يقول الله تعالى، "فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ..." سورة القصص الآية رقم 13. يا مكسورين، يا حزانى، يا ضعفاء، يا يتامى، يا أُمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، يا أهلنا في العراق، يا أهلنا في لبنان، يا أهلنا في فلسطين، "إذا كنا مكسورين، فليس لنا إلا "الجبار". "...وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ" سورة القصص الآية رقم 13، "لن يُرجعك الجبار أبداً".

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.