أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الواحدة والسبعون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* وإذا بطشتم بطشتم جبارين

ففينا أوفر الحظ والنصيب من قوله تعالى {وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء:130] قالها نبي الله هود عليه السلام  لقومه عاد، وكانوا من العماليق العتاة الكفرة المتجبرين في الأرض، وهم الذين قالوا: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ } [فصلت من الآية:15] والحفريات والآثار تثبت مدى ضخامة الأجسام، بحيث لا يصل أكبر أحد منا مقدار عنق أحدهم فضلا عن ذراعه وساقه.

وقد اتخذوا الحصون والأبنية والقصور المشيدة، أنشأوا حضارة بمصطلح العصر، ولكن على غير منهاج النبوة، وكانوا إذا ضربوا ضربوا بالسياط ضرب الجبارين، وإذا عاقبوا قتلوا، وإنما أنكر عليهم ذلك لأنه صدر عن ظلم وعلى الغضب، إذ لو ضربوا بالسيف أو بالسوط في جور ما لحقتهم المذمة ولا الملامة.

ما انتفعوا بوعظ ولا تذكير، بل تمادوا في غيهم وضلالهم قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ . وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء:8-9].

وكان هلاكهم بريح صرصر عاتية {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ . فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} [الحاقة:7-8].

وجاء ذكر فرعون في هذه السورة بعد قصة قوم عاد: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ . فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً} وذلك للتشابه في الكفر والطغيان والجبروت، ففرعون قد ادعى الربوبية والألوهية وقال:   {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر من الآية:29] وقال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ } [الزخرف من الآية:51] وبطش ببني إسرائيل، قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4].

وقد أهلك سبحانه فرعون فغرق، لم نتعظ عندما سلكنا مسالك الطغاة المتجبرين، لا أقول انظر ما يحدث في الشيشان وبورما وكشمير والصين.. بل ما يحدث للمسلمين في سوريا ومصر والعراق.. بل وعلى أيدي بعض المنتسبين لملتهم من قتل وتشريد واغتصاب وحرق وترويع وكفر بالله وصد عن سبيل الله مما لا يقل عن فعل اليهود والنصارى والملاحدة بهذه الأمة، وبعض المحسوبين على الإسلام لهم أوفر الحظ والنصيب من قوله تعالى:{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ} [التوبة من الآية:10] ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم:  «لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم، شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَضبٍّ تبعتُمُوهم». قلنا: "يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنصارى؟" قال: «فمَنْ». (صحيح البخاري [7320]).

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.