أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة والستون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن اسم الله (الجبار )

ويجبر بخاطر الأمة عندما يكسرها عدو بأن يحقق لها نصرًا، أو يُدخِل عدوها في الإسلام. ويُجبر بخاطر الخَدَم والعمال بأن فرَض لهم حقوقًا في الإسلام عند من يعملون لديهم، فعن داود بن أبي عاصم قال بلغني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “.. اتقوا الله وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن جاءوا بشيء من أخلاقهم يخالف شيئًا من أخلاقكم، فولّوا شرّهم غيركم، ولا تعذبوا عباد الله“. (مصنف عبد الرزاق (17934)، وقال الألباني: صحيح).

ويجبر -سبحانه- بخاطر اليتامى؛ حتى ينسيهم فقدان والديهم والوحشة التي

يعيشونها، قال -سبحانه-: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ﴾ [البقرة: 220] وكما يجبر بخاطر من يجبر بخاطر اليتامى؛ جزاءً له على رحمته، وتعويضًا له على ما قدّمه، فعن سَهْل بْن سَعْدٍ -رضي الله عنه- عَن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرَّق بينهما قليلاً” .[أحمد والبخاري (6005) وغيرهما].

ويجبر بخاطر المرأة بسبب ما صحب خِلْقتها من الضعف والرقة والنقص، فعَنْ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ -رضي الله عنه- قَالَ: شهدت مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حَجَّةَ الوَدَاعِ، فَقَالَ: “أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ” (صحيح الجامع 7880)

 وجبرهن بأن جعل لهن نصيبًا في الميراث لم يكن لهن إياه قبل الإسلام.

عباد الله: إن الجبار الحق -سبحانه- يدين له كل شيء، ويخضع له من سواه، وهو بهذا المعنى ليس وصفًا ذميمًا في حق الله -عز وجل-؛ لأنه -تبارك وتعالى- منزّه عن كل ما يناقض كماله المطلق من جوْر وظلم ونسيان وجهل…؛ لأن الجبروت المذموم هو أن تقهر شخصًا آخر على ما لا يريد بما لا يقدر ولا يستحق، والحق تبارك و-تعالى- لا يفعل ذلك, وإذا قهر -جل وعلا- مخلوقًا على شيء فلمصلحةٍ وإن عجز المخلوق عن إدراكها ومعرفتها.

أما جبروت البشر فمذموم؛ لأنه يعتريه الظلم والجور، ويصحبه العمى والجهل، ويرافقه الحقد والانتقام؛ لذا أنكرت الرسل على أقوامهم صفة التجبر والتكبر في الأرض بغير الحق، كما قال -سبحانه- حكاية عن هود -عليه السلام-: (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) [الشعراء:130- 131]، ولكنهم عاندوا واتبعوا أمر جبابرتهم، فهلكوا أجمعين؛ قال -تعالى-: ﴿وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [هود: 59]، والتكبر سببٌ للطبع على القلوب، فلا تعرف معروفًا، ولا تنكر منكرًا؛ قال -تعالى-: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ [غافر: 35].

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.