أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة السابعة والستون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السابعة والستون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :
* خطبة جمعة عن اسم الله (الجبار )
أيها المسلمون: وكثيرًا ما يُصاب الناس من جهة عدم فهم النصوص الشرعية،
وممن ضل فهمُه في هذا الاسم الشريف فرقة الجبرية أهل الضلال، فقد جانبوا الصواب، وزاغوا في مفهوم الجبار، وزعموا أنه الذي يُكرِهُ العبادَ على الفعل، وسلبوا العبيد اختيارهم وحريتهم، وقولهم مردود مرفوض؛ لقوله -تعالى-: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ(256)﴾ [البقرة: 256]، وقوله
جل وعلا: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [البلد:10].
وإنما يسقط اختيار العبد ويرتفع التكليف والمسئولية عنه في الأمور التي لا علاقة له بها، أو لا يقدر على تغييرها، أو التعامل معها، كالسنن الكونية التي لا تحويل فيها ولا تبديل، وكالحركات اللاإرادية في الإنسان كحركة القلب، وسريان الروح في الأبدان، وهكذا.
يا عباد الله: تتنوع صور جبره -سبحانه- و-تعالى- لخلقه، وتدبيره لهم، وتصريفه لشئونهم، ومن ذلك أنه -سبحانه- الذي جبر خلقه على
ما أراد من أمر ونهي، فشرع لهم من الدين ما ارتضاه، كما قال -سبحانه-: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3]، فشرع للعباد ما شاء من الشرائع، وأمرهم باتباعها، ونهاهم عن العدول عنها، فمن آمن فله الجنة، ومن عصى فله النار، ولم يجبر أحدًا من خلقه على إيمان أو كفر، بل جعل لهم المشيئة في ذلك، وهم مع ذلك لا يخرجون عن مشيئته، كما قال -سبحانه-: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(29)﴾ [التكوير:28 – 29].
وجبر خلقه على ما أراد أن يكونوا عليه من خلقٍ.. ولا يمتنع عليه شيء منهم
أبدًا، فلا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، قال -تعالى-: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس: 82]. وقال -سبحانه-: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ [يوسف: 21].
وجبر الأجهزة التي تعمل في جسم الإنسان، فهي مقهورة قهرًا إلهيًّا على العمل بالنحو الذي تعمل عليه، وكلها تعمل بنظام ثابت ومحكم بلا تدخل من الإنسان، وكذلك النجوم والكواكب وسائر الأفلاك والمجرات جبرها بقهره الإلهي تتم في تناسق عجيب ونظام دقيق معجز بالطريقة التي جبرها عليها.
وجبرك حيث يُنسيك الإساءة التي تعرضت لها، والويلات التي ذقتها. ويجبُر بخاطر التائبين بأن يقبل توبتهم، ويقيل عثرات المؤمنين، ويغفر زلاتهم عندما يخطئون، فيسامحهم ويعفو عنهم لسابق إحسانهم.
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.