أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الستـــــــــــون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* ( الجبَّار ) من أسماء التعظيم والتنزيه :

" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " [البقرة:256] أصل التكليف أنك مخير ، ولو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب ، ولو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب ، ولو تركهم هملاً لكان عجز في القدرة ، إن الله أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلف يسيراً ، ولم يكلف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً .

تروي الروايات أن شارب خمر جيء به إلى سيدنا عمر بن الخطاب ، فقال : " أقيموا عليه الحد ، فقال هذا العاصي : يا أمير المؤمنين ، إن الله قدر عليّ ذلك ، فقال : أقيموا عليه الحد مرتين ، مرة لأنه شرب الخمر ، ومرة لأنه افترى على الله، قال : ويحك يا هذا إن قضاء الله لن يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار " أنت مخير . إذاً : عقيدة الجبرية ، وهي فئة زاغت عقيدتها ، وتوهمت أن الله يجبر عباده على أفعالهم ، ثم يحاسبهم عليها ، وهذا شيء لا يُقبَل في حق إنسان .

أيها الإخوة ، لو دخلنا في التفاصيل ( الجبار ) العالي ، الذي لا يُنَال جانبه ، ولا تستطيع أن تغلبه ، العالي الذي لا ينال ، في المعاجم

نقول : نخلة جبارة أي لا يستطيع الإنسان قطف ثمارها ، ونقول : ناقة جبارة أي يصعب ركوبها ، المعنى الدقيق التفصيلي العالي الذي لا ينال ، في القرآن الكريم : " إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ " [المائدة:22] أي أقوياء لا يهزمون ، إنسان جبار هذه صفة ذم فيه ، الله جبار هذه صفة مدح ، إنسان جبار أي متعاظم ، يتصنع العظمة ، متكبر ، لا ينقاد إلى أحد ، أما الله الجبار فلا تناله الأفكار ، ولا تحيط به الأبصار ، ولا يصل إلى كنهه عقل من العقول ، إذاً : هو من أسماء التعظيم ، ومن أسماء التنزيه معاً .

*المؤمن قوي عزيز لأنه مع ( الجبَّار ) :

الإنسان بفطرته يحب أن يكون مع القوي ، القوة تجذب ، القوة تلفت النظر

 الإنسان يرمقون بأعينهم القوي ، فالمؤمن أحد أسباب قوته أنه معتز بالقوي ، أحد أسباب قوته أن كل مَن حوله ، ومَن فوقه ، ومَن تحته بيد الله ، وأنه مع الله ، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ وسبب قوة المؤمن أنه متوكل على الله ، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله ، وسبب قوة المؤمن أنه لا يخضع ، ولا ينبطح ، ولا يستكين ولا يذل ، لأنه مع القوي ." فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [هود:55-56] .

ما أحوج المسلمين اليوم إلى هذه المعاني ، أي يعتزوا بربهم ، أن يصطلحوا معه أن يستقيموا على أمره ، أن يقبلوا عليه ، عندئذٍ يصغر عدوهم في نظرهم ، وعندئذٍ لا يخيب الله أملهم ." أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء " [أخرجه الطبراني] ." قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى " [طه:45] ." قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ "[الشعراء:61-62] .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.