أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة والأربعون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : عبادة جبر الخواطر:

 يظن الكثير منا أن العبادات هي الصلاة والصيام والزكاة فقط ،لكن مفهوم العبادة يتسع لكل قول أوفعل يرضي الله سبحانه وتعالى؛ كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله -بقوله: العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .

وهناك عبادات أصبحت خفية -ربما لزهد الناس بها وغفلتهم عنها- وأجر هذه

العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة “جبر الخواطر”.

وجبر الخواطر بمعنى أن الإنسان منا تعتريه بعض حالات الضعف ، إما أن يكون مريضا أو خسر في تجارة أو عليه ديون أو حدث له

حادث أو كربة أو وفاة قريب ….الخ ، كل هذه من المواقف الصعبة التي يمر بها الإنسان ،في هذه المواطن يحتاج الواحد منا إلى أن يسمع كلمة تواسيه وتأخذ بخاطره أو تخفف عنه مصابه ، وهذا ما نتكلم عنه ( عبادة جبر الخواطر )

والجبر كلمة مأخوذة من أحد أسماء الله الحسني “الجبار” فهو سُبْحَانَهُ “الذِي يَجْبُرُ القلب الكسير فكم من فقير أغنى ، وكم من عليل أصح بدنه ، وكم من ضعيف جبر كسره سبحانه وتعالى، فهو الذي يجبر قلوب المنكسرين والمحرومين .

والمسلم حينما يتصف بهذه الصفة فإنما يدل ذلك على قوة إيمانه لأنه يتعامل مع الله ، لا مع الخلق ، يرضي الله عز وجل في الضعيف والمسكين ، عندما أؤدي خدمة لشخص غني أو ذو وجاهة فلا شك في الأغلب أني ابتغي من وراء ذلك رضاه ،أو منفعة دنيوية عساني أحتاج إليه بيوم من الأيام ، لكن حينما أساعد الفقير واليتيم والمحتاج والمنكسر فهنا يتحقق معنى الإخلاص لله ، فأنا لا أبتغي بمساعدته إلا وجه الله ، قال تعالى : -( وكان الله شاكرا عليما )- [النساء/147] فهذا يدل على قوة إيمان صاحبه وسعة صدره ، وسلامة عقله ، وهذا ماكان عليه نبينا المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم في مواقف عديدة سنذكرها .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.