أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة والثلاثون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍۢ جَبَّارٍۢ

قال تعالى {ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِىٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَٰنٍ أَتَىٰهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍۢ جَبَّارٍۢ }

فيه مسائل :

المسألة الأولى : قرأ ابن عامر وأبو عمرو وقتيبة عن الكسائي "قلب" منونا "متكبر" صفة للقلب والباقون بغير تنوين على إضافة القلب إلى المتكبر ، قال أبو عبيد : الاختيار الإضافة ؛ لوجوه ; الأول : أن عبد الله قرأ ( على كل قلب متكبر ) وهو شاهد لهذه القراءة . الثاني : أن وصف الإنسان بالتكبر والجبروت أولى من وصف القلب بهما ، وأما الذين قرءوا بالتنوين فقالوا : إن الكبر قد أضيف إلى القلب في قوله : ( إن في صدورهم إلا كبر ) [غافر : 56] وقال تعالى : ( فإنه آثم قلبه ) [البقرة : 283] وأيضا فيمكن أن يكون ذلك على حذف المضاف أي على كل ذي قلب متكبر ، وأيضا قال قوم : الإنسان الحقيقي هو القلب . وهذا البحث طويل قوله : ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) [الشعراء : 193] قالوا : ومن أضاف فلا بد له من تقدير حذف ، والتقدير : يطبع الله على قلب كل متكبر .

المسألة الثانية : الكلام في الطبع والرين والقسوة والغشاوة قد سبق في هذا

الكتاب بالاستقصاء ، وأصحابنا يقولون : قوله ( كذلك يطبع الله ) يدل على أن الكل من الله ، والمعتزلة يقولون : إن قوله ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ) يدل على أن هذا الطبع إنما حصل من الله ; لأنه كان في نفسه متكبرا جبارا ، وعند هذا تصير الآية حجة لكل واحد من هذين الفريقين من وجه ، وعليه من وجه آخر ، والقول الذي يخرج عليه الوجهان ما ذهبنا إليه وهو أنه تعالى يخلق دواعي الكبر والرياسة في القلب ، فتصير تلك الدواعي مانعة من حصول ما يدعون إلى الطاعة والانقياد لأمر الله ، فيكون القول بالقضاء والقدر صحيحا ، ويكون تعليل الصد عن الدين بكونه متجبرا متكبرا باقيا ، فثبت أن هذا المذهب الذي اخترناه في القضاء والقدر هو الذي ينطبق لفظ القرآن من أوله إلى آخره عليه .

المسألة الثالثة : لا بد من بيان الفرق بين المتكبر والجبار ، قال مقاتل : "متكبر" عن قبول التوحيد "جبار" في غير حق ، وأقول :

كمال السعادة في أمرين : التعظيم لأمر الله ، والشفقة على خلق الله ، فعلى قول مقاتل التكبر كالمضاد للتعظيم لأمر الله ، والجبروت كالمضاد للشفقة على خلق الله . والله أعلم . [الأنترنت – موقع الفصيح - فتح القدير للشوكاني ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.