أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الواحدة والعشرون في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الجبـــــــار
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الواحدة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :
الكسر نوعان : كسر للأبدان وكسر للقلوب.
وإذا كان الأطباء يُجبرون كسر الأبدان فإن الله سبحانه وتعالى يُجبر كسر القلوب.
بل حتى إن كسر الأبدان يُجبره "الجبار"! إذا كسِرت يداك، فما على الطبيب إلا إنه يعيد العظم المكسور إلى مكانه ثم يضع الجبيرة ولكن يلتئم العظم "بالجبار" حيث يأمر الخلايا العظمية بالنشاط بعد أن كانت قد سكنت حتى
يلتئم الكسر ثم يأمرها الله بالسكون مجدداً.
هذا مثل "الجبار" في الأبدان، فما بالك "بالجبار" في القلوب؟
الفرق بين "الجبار" و"المنتقم":
"المنتقم" علاقة بالظالمين فقط ولكن "الجبار" الأصل فيها للمظلومين. لكي يجبرك، يأخذ الحق ممن ظلمك:
يقصم الله من ظلمك، ليُجبرك ، فهو جبار للمظلومين، جبار على الظالمين.
إذا كنت منكسراً، ومن كسرك لم يتب ومُصِراً على ما فعله بك، فسيجبرك
الله ويأخذ لك الحق ممن كسرك.
نلاحظ أن كلمة "جبار" في حياة الناس هي كلمة مذمومة، ويتجلى ذلك في العديد من الآيات القرآنية ، ومنها قوله تعالى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ(59)}[هود]. وقوله تعالى: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ(15)}[ابراهيم].
فنفى الجبر هنا هو نفي للطغيان وللقهر والتحكم في مخلوقات الله عز وجل لمنافع وأهواء شخصية.
لكن "الجبار" سبحانه وتعالى هي كلمة كلها خير ومصلحة لأنه يرد للظالمين حقوقهم، فهو جبار للمنكسرين، جبار على الكاسرين.
لابد أن يقصم الله من ظلمك، وكأن اسم الله "الجبار" له شقان: شق إذا كان ظالم وشق إذا كان مظلوم.
العنصر الثاني : منزلة جبر الخواطر في الإسلام من أعظم العبادات :
عندما يطرق آذننا مصطلح "عبادة" فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الصلاة والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من العبادات التي تتبادر إلى الذهن عادة، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلى أن هناك عبادات أصبحت خفية ربما لزهد الناس بها وغفلتهم عنها وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة "جبر الخواطر".
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.