أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : جبر الخواطر عبادة

وجبر الخواطر عبادة كما يراها سلفنا الصالح فهذا سفيان الثوري رضي الله عنه يقول: "ما رأيت عبادة أجل وأعظم من جبر الخواطر" فإن أحببنا أن نتخلق بهذا الخلق الرباني فلنكن جابرين لخواطر العباد ابتداءً بالابتسامة في وجه أخيك، والأدب في التعامل مع الناس، أن تقرأ ما في داخل الناس وتتحسس من أتعبته الحياة وأثقلته الهموم وتعرض عليه المساعدة جبرا لخاطره.

 فكل الأخلاقيات والقيم البشرية تدخل ضمن إطار جبر خواطر الناس.

فلو تخلقنا بهذا الخلق في بيوتنا وعشنا جبر الخواطر فيما بيننا لذابت أمور كثيرة في حياتنا، أحيانا قد تكون بكلمة واحدة فقط. ولخرج أطفالنا للمجتمع بقيم ذهبية.

الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم في جبر الخواطر وإمام العباد في هذا الجانب. ففي قصة عكرمة رضي الله عنه الذي كان أبوه هو أبو جهل ، عندما جاء مسلما وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام نبه النبي عليه الصلاة

والسلام الصحابة ألا يتكلموا وأن لا يعيروه بأبي ، جبرا لخاطره.

وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يجبر خاطر كل من تكلم معه. كان إذا تكلم معه إنسان نظر في عينيه، هذا من جبر الخواطر. كان إذا صافحه أحد لا يفلت يده حتى يفلت الطرف الآخر، وهذا جبر للخواطر. كان إذا ناداه أحد لا يلتفت إليه بجنبه بل يلتفت إليه بكله صلى الله عليه وسلم  جبرا لخاطره. لأنه كان عابدا وسيد العباد لله تعالى باسمه الجبار. ثم في نفس الوقت يأتي الليل ونبينا صلى الله عليه وسلم يدخل على سجادته ويبكي بكاء الطفل لأنه يعرف أن الله جبار. يعرف ويعلم أن الله جبار سبحانه وتعالى. فكان يجمع بين الرغبة والرهبة في جبر الخواطر أما في أخلاقياته الخاصة ففي داخله حب عظيم لله عز وجل وخوف عظيم من الله عز وجل وطمأنينة لمشيئة الله عز وجل. إذا جمع بين الداخل والخارج فعبد الله سبحانه وتعالى بهذا الخلق العظيم عبادة جبر الخواطر.

كذلك في قصة إسلام عدي بن حاتم كان ذلك بحدث. حيث جاء المدينة ليقيس الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان ملكا أم نبيا فدخل على النبي عليه الصلاة والسلام واستقبله عليه الصلاة والسلام. وفي طريقهما من المسجد إلى حجرته جاءت جارية من جواري المدينة فترك النبي صلى الله عليه وسلم يد عدي وبدأ يتكلم مع هذه البنية الصغيرة، فوقف عدي قائلا: والله هذا ليس بفعل ملك والله هذا فعل نبي. ثم عندما دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم ووجد عنده فراشا واحدا وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه قال والله لا يفعل هذا إلا نبي فأسلم عدي رضي الله عنه وأرضاه وحسن إسلامه.

قال الله عز وجل في الحديث القدسي : "الكبرياء ردائي و العظمة إزاري، فمن نازعني فيهما قصمته" فلا نقترب من هذه المنطقة ولا نفتح على أنفسنا هذا الباب ولنحذر من الجبار أن نكون متجبرين ولنحذر من الجبار أن نكون متكبرين أو طاغين أو ضالين  لأن الله عز وجل إما أن يكون جبارا لنا أو جبارا علينا. فلنجعله جبارا لنا لا علينا.[ الأنترنت – موقع "الله في حياتي" الشيخ ابراهيم أيوب]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.