أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة السادسة عشرة بعد المائة في موضـــوع الــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة السادسة عشرة بعد المائة في موضوع (الرب) وهي بعنوان:

المصائب التي يسوقها الله للإنسان هي :

1 – مصائب المؤمنين مصائب دفع ورفع :

فهم المصائب يحتاج إلى إيمان ، لذلك قالوا مصائب المؤمنين مصائب دفع ورفع ، الله عز وجل يدفعنا إلى بابه ، يسوق لنا من الشدائد ما يدفعنا إلى بابه

:﴿ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ( سورة التوبة)

أي ساق لهم من الشدائد ، في آية :﴿ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) ( سورة البقرة)

إذا جاءت توبة الله بعد توبة العبد فهي قبول التوبة ، وإذا جاءت توبة الله قبل توبة العبد فهي سبب التوبة ، لذلك حينما تفهم على الله حكمته تكون قد قطعت أربعة أخماس الطريق إلى الله ، حينما تفهم حكمة المصائب ، و في بعض الآثار :(( ما من عثرة ، ولا اختلاج عرق ، ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم ، وما يغفر الله أكثر )) .[ أخرجه ابن عساكر عن البراء ]

الله عز وجل غني عن تعذيب عباده لكنه يسوق لنا بعض الشدائد ليرفع مقامنا : الله عز وجل عني عن تعذيبنا ، غني عن أن يسوق لنا الشدائد لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ )) .[ البخاري وأبو داود ، واللفظ لأبي داود عن أبي هريرة ]

وأنا أؤكد لكم أنك إذا دخلت إلى مسجد ورأيت فيه جمعاً غفيراً فاعتقد جازماً أن عدداً كبيراً من هؤلاء كان إقباله على الله عز وجل عقب معالجة حكيمة ، ومعنى مصيبة أن الله عز وجل خبير بهذا الإنسان يعرف نقطة ضعفه ، الذي عنده مال وفير لا يتأثر بفقد المال قد تخدش كرامته ، والذي يحتاج أشد الحاجة إلى المال قد يكون نقص المال أحد وسائل تأديبه ، فينبغي أن تفهم على الله حكمته وأنك إذا فهمت على الله قطعت أربعة أخماس الطريق على الله .

لذلك مصائب المؤمنين مصائب دفع ورفع ، أحياناً لك عند الله مرتبة عملك لا يكفي كي تنالها ، لا بد من أن يسوق الله لك من بعض الشدائد حتى يرفع مقامك عنده ،إذاً للمؤمنين الآية الكريمة :﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) ﴾( سورة البقرة)

مصائب المؤمنين مصائب دفع ورفع ، دفع إلى باب الله ؛ ورفع لمقام المؤمن عند الله.

2 ـ مصائب الذين شردوا عن الله مصائب ردع أو قصم : لكن مصائب الذين شردوا عنه مصائب ردع أو قصم ، هؤلاء زمرة أخرى .

3 ـ مصائب الأنبياء مصائب كشف : أما الأنبياء مصائبهم مصائب كشف ، في كمالات بأنفسهم لا يمكن أن تظهر إلا عن طريق الشدائد ، كما أن النبي عليه الصلاة والسلام مشى على قدميه إلى الطائف ثمانين كيلو متراً ليدعوهم إلى الله فبالغوا بتكذيبه ، وبالسخرية منه ، وأغروا صبيانهم أن ينالوا منه ، حتى سال الدم من قدميه الشريفتين ، وحتى ألجؤوه إلى حائط وهنا قال :(( رب ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولك العتبى حتى ترضى ، لكن عافيتك أوسع لي )) .[ الطبراني عن عبد الله بن جعفر بسند فيه ضعف ]

و مكنه الله من أن ينتقم ، جاءه ملك الجبال ، و قال له :(( إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا )) .[ متفق عليه عن عائشة]

مصائب الأنبياء مصائب كشف ، مصائب الذين شردوا عن الله مصائب ردع أو قصم ، مصائب المؤمنين مصائب دفع أو رفع .

مرة ثانية :﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً (20) ( سورة لقمان) النعم الظاهرة ظاهرة وفهمها سهل ، لكن النعم الباطنة تحتاج إلى تأمل ، وتحتاج إلى إيمان كي تفهمها .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.